اختارت جمعية “فوانيس ورزازات” الإعلان عن جديدها المسرحي، وبداية الموسم الجديد من الرباط، العاصمة الإدارية للملكة المغربية، غرب البلاد، حيث ستقدم عرضها المسرحي “تَݣْنْزَا… قِصَّةُ تُودَة”، يوم الخميس 26 يناير بمسرح “محمد الخامس”، بالرباط، يليه عرض ثان لنفس العمل الفني يوم الجمعة 27 يناير بالمركب الثقافي “بنمسيك” بالدار البيضاء، وذلك ابتداء من الساعة السابعة مساء.
عمل يأتي تفعيلا لبرنامج الجمعية الثقافي، وانسجاما مع فلسفتها الفنية المتنوعة، والمنفتحة على التراث الفرجوي بالجنوب الشرقي للمملكة المغربية والبحث في سبل تثمينه استثماره، واختيار الرباط كبداية لتقديم هذا العمل الفني ناتج عن أهمية الرباط الثقافية وباعتبارها العاصمة الثقافية العربية والإفريقية.
ويقدم العمل المسرحي الجديد “تَݣْنْزَا … قِصَّةُ تُودَة” بدعم من مسرح محمد الخامس، وهو من إخراج ودراماتورجيا الفنان والمخرج المسرحي، أمين نسور، ومن تأليف وإعداد كل من “إسماعيل الوعرابي” و”طارق الربح” و”أمين نسور”، سنوغرافيا من تصميم السينوغراف الفنان طارق الربح، والملابس من تصميم المصممة الفنانة سناء شدال،أما الإضاءة فهي من توقيع الفنان “عبد الرزاق أيت بها”.
أداء فقد زاوج مخرج العمل الفني بين الطاقات الإبداعية داخل الجمعية وبعض المحترفين من خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، نذ1كر منهم الفنانتين “خديجة زروال” و”هند بلعولة”، إلى جانب الفنانين “عادل الحمدي”.
ولأن العرض المسرحي يشتغل على مقاربة عناصر تراثية من الموروث الشفهي والغنائي، فقد واكبت الموسيقى والترانيم مختلف لحظات العرض لتشكل بذلك هويته ومرجعيته الثقافية، بل وانفتحت على أنغام وأنماط غنائية وموسيقية من ثقافات أخرى عربية وغربية، إضافة إلى لوحات كوريغرافية من تصميم الكوريغراف سعيد الودغيري، لتتمازج هذه العناصر في تناغم مع المكونات الݣناوية والأمازيغية، لتمنح للعرض صبغته الإنسانية والكونية المشتركة، فكانت الألحان والأنغام من إبداع الفنانة إيمان تيفيور والفنان أيوب أسوس.
كما استند الطرح الفني إلى تأثيث دلالات العرض وتكثيفها من خلال توظيف الوسائط، عبر خاصية “المابينغ” والذي أشرف على تصميمه الفنان المبدع “رضى تسولي”.
مسرحية “تَݣْنْزَا… قِصَّةُ تُودَة” عمل فني جديد تكلف بإدارة إنتاجه الفنان “يوسف بواخبيان”، وتعد هذه التجربة لجمعية “فوانيس” الإطار المنظم لمهرجان “أماناي” الدولي للمسرح بورزازات، وحاملة مشروع توطين الفرجات الشعبية بالمركز الثقافي بزاݣورة، امتدادا لهذا المسار، وخطوة أخرى نحو استثمار المكون التراثي والفرجوي، والانتقال من مستوى دراسته إلى تطبيقه وأدائه، إنها مغامرة أكيدة، خاصة في ظل نزوح الجميع نحو التجارب الفنية المعاصرة.
لكنها تظل مغامرة مضمونة المكاسب، فالقضايا التي تحف بالفرجات مختلفة ومتشعبة، ومجالات النقاش فيها متعددة ومتباينة، كما أن مجموعة أمور تأخذ مأخذ التسليم تحتاج إلى إعادة ترميم وبناء، وهي فرصة لتطوير آليات الاشتغال على مستوى المشاريع الفنية وخاصة المسرحية منها، وبحث صلات التقارب بينها وبين فرجاتنا التراثية، ومن شأنه أن يكسب اشتغالنا نوعا من العلمية، وأن يمهد لأعمال فنية تستثمر التراث الفني الفرجوي في علاقته مع مجاله السوسيوثقافي، ولا شك سيكسبه ذلك صيتا وانتشارا.
التعليقات مغلقة.