“الكورفاسود” تنعي وفاة “المكتب المسير” لنادي الرجاء
رضا سكحال
تعتبر “ألتراس” الرجاء، الحارس الأمين لعرين نادي الرجاء الرياضي من كل المؤامرات التي تتربص بالفريق الأخضر. سواء كانت داخلية أو خارجية. وما أكثر المناسبات التي أكد فيها جمهور المدرج الجنوبي “الانتماء” الحقيقي لشعار النادي. والتي لا يمكن لأي رجاوي أن ينكرها مهما بلغ به الجحود.
صمت المدرج الجنوبي كثيرا على الإخفاقات المتتالية، وعلى التسيير العشوائي لمكتب هاوي. يفتقد لأي خبرة تسييرية، وكان صمته بمثابة الهدوء الذي يسبق العاصفة، وإنذارا لمكتب “هالا”، الذي قزم النادي على جميع الأصعدة. وتحذيرا للاعبين الذين تخاذلوا بشكل كبير وغير مفهوم، كأنهم باتوا لا يقدرون قيمة “قميص” يرتدونه. والذي يختزل تاريخا من المجد والمقاومة. ولا يعد كونه مجرد شعار عابر، بل جال نسره زقاق الوطن، وأحياءه الشعبية، ومدنه من “كازا بلانكا” نحو الشمال والشرق والجنوب والغرب.
أشعلت الكورفاسود أرضية ملعب العربي الزاولي، واستحقت لقلب اللاعب رقم 12، فكانت أفضل من أداء الرجاء الباهت، على الرغم من قلب اللاعبين تأخرهم إلى فوز.
لخصت “ألتراس” الرجاء الوضع بشعار: “لا هالة تحيط بنا سوى هالة الفشل”. لتنسحب بعد ذلك من المقابلة، مع بداية الشوط الثاني، وغادرت المدرجات، التي أضحت خاوية على عروشها.
كان لفراغ الكورفاسود من المنتسبين معنى واضح، ورسالة مزلزلة، وقرار حضاري، وسلوك احتجاجي راقي، جسد وعي جمهور الكورفاسود، الذي أرسل الرسائل المشفرة إلى المكتب وإلى اللاعبين. ونعى بذلك وفاة مكتب الرجاء، إذ ما عاد قادرا على تسيير فريق بحجم الرجاء وتاريخ الرجاء.
التعليقات مغلقة.