أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

جهاز أعوان السلطة بين التناقض و غياب أي قانون يؤطر مهامهم الوظيفية.‎

بقلم – احمد أموزك، 

أعوان السلطة “المقدمين و الشيوخ”، يخضع توظيفهم تحت تصرف وزارة الداخلية، ويتم توظيفهم بشكل مباشر من طرف رئيس قسم الشؤون الداخلية أو رئيس قسم الشؤون العامة بالعمالات، عبر إدماجهم في المناصب المالية التي توجهها الداخلية للعمالات، أي بإشراف مباشر للعمال و الولاة.

غير أن عملهم غير مؤطر بأي قانون وظيفي، ولم يخضعوا لأي تدريب أو تكوين، وبالتالي فأعوان السلطة يعملون تحت رحمة ومزاجية رجال السلطة، وغالبا ما يتم التضحية بهم في أغلب الأحيان، وممنوع على أعوان السلطة الانضمام لأية نقابة للدفاع عن حقوقهم، اللهم تنسيقية أعوان السلطة التي تحاول تقنين عملهم.

يعتبر أعوان السلطة من “المقدمين و شيوخ” عبارة عن أعين التي لا تنام للسلطة، وتوظيفهم يأتي على حاجيات هاته الأخيرة “الزمان و المكان”، وفق معايير التي تعتمدها سلطات الولايات والعمالات.

توظيف أعوان السلطة، لا يلزم أن يكون هناك منصب مالي، وأجورهم التي يتقاضونها تكون عبارة عن حساب خاص .

إلا أن المقدمين والشيوخ أصبحت وزارة الداخلية توفر لهم بعض الامتيازات من قبيل “الهواتف النقالة، الدراجات النارية “.

يتوجب على عون السلطة بأن يواكب أية معلومة صغيرة أو كبيرة، تحدث في المجال الجغرافي للمقاطعة أو الملحقة الإدارية، ليس لهم أوقات محددة للعمل، بل على عون السلطة بان يكون حاضرا في أي وقت وحين.

فدور المقدم و الشيخ في هرم سلطات وزارة الداخلية، جمع المعلومات، ورصد كل ما تعرفه الأزقة و الشوارع، والعمل على إيصال المعلومة “للقائد” أو “رئيس الدائرة ” أو “الباشا” أو “رئيس قسم الشؤون الداخلية” قصد تحليلها من طرف رؤسائهم و تقييمها .

فعون السلطة يعمل في جميع المجالات، يتتبع الأنشطة الدينية، والسياسية، والنقابية والجمعوية، ونشاطات مواقع التواصل الاجتماعي، ويشتغل مع مختلف القطاعات العمومية والخصوصية، والاستخباراتية، الأمنية.

غير أن ببعض الملحقات الإدارية لا يتم منح أعوان السلطة “البنزين” ويتم مصادرتها من طرف رؤسائهم.

إلا أن وزارة الداخلية لم تعمل بعد على الإفراج عن النظام الأساسي لمهام أعوان السلطة، وكما كان يقول أحد أعوان السلطة: (أسمائنا مكتوبة بالطباشير).

فالخدمات الكثيرة التي يقوم بها المقدمين والشيوخ تتطلب التعجيل بأن يتم تقنين عملهم، وإلحاقهم بنظام الوظيفة العمومية.

تفعيل إصدار التعليمات التي يتلقونها من طرف رؤسائهم، تستوجب أن تكون “مكتوبة” بدل تلقيهم تعليمات بشكل شفوي، قابل للتراجع فيه عندما تقع مشكلة يكون ضحية نتائجها “أعوان السلطة “.

فما حدث لعون السلطة بعمالة تمارة كان نتيجة تعليمات رؤسائه، وعندما طبق تلك التعليمات ذهب ضحية وكبش فداء و كان مصيره السجن.

 

التعليقات مغلقة.