أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

حديث عن ارتفاع إصابات داء السل وسط العاملين بالمستشفى الجامعي بمراكش لـ80 حالة

تواصل إدارة المستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش تنفيذ برنامجها “الإنكاري” الطويل المدى، والذي انطلق منذ مدة وتَواصل مع انفجار حالات الإصابة بداء السل وسط العاملين بمستشفى الرازي، حيث كانت اخبارنا من المنابر السباقة لـ”تفجير” هذا الملف، وواجهته إدارة المركز حينها بما تستلزمه خطورة الموقف من “إنكار”، بل وبتوجيه حزمة من الإتهامات على لسان بعض المسؤولين لبعض “الجهات” الإعلامية والنقابية بدل إتخاذ حزمة إجراء ات وقائية وعلاجية لتطويق الوضع  الذي دخل دائرة الخطر منذ شهور.

مصادر من داخل المركز وفي مواجهة التصريحات الشبه الرسمية في غياب تقارير وبلاغات مسؤولة عن الإدارة، والتي تناوب عليها في الفترة الأخيرة عدد من المسؤولين آخرهم البروفيسور توفيق أبو الحسن، تحدثت عن إرتفاع عدد الإصابات لـ 10، في حين أن مصادر من داخل العاملين تتحدث عن 80 إصابة، وعن إنتقالها لمصالح أخرى بعيدة جدا عن مصلحة الأمراض التنفسية، ولفئات أخرى غير الأطر الطبية والشبه الطبية كفئة حراس الأمن العاملة في إطار المناولة…

المصادر ذاتها أكدت لأخبارنا أن حالة من الرعب والتوتر تسود أوساط العاملين بالمستشفى، حيث عمد كثيرون لإجراء فحوصات وتحاليل بعيدا عن المستشفى للتأكد من سلامتهم من الداء، وتحدثت عن إمكانية ارتفاع العدد في ظل الصمت المطبق لإدارة المستشفى والمركز ومن خلفهما وزارة الصحة التي يتولى منصب كتابتها العامة البروفيسور نجمي، مدير المركز إلى عهد قريب جدا، وحتما له نصيبه من المسؤولية مما وقع وسيقع لا قدر الله…

المهم، القلق ولربما الغضب بدأ يتجاوز أسوار مستشفى الرازي والمركز الإستشفائي الجامعي ليصل لجنبات أخرى من عاصمة السياحة الوطنية، خوفا من أي تأثير محتمل لهذا الداء المعدي على منتوجها، ما سيعصف بقطاع يُشغل مئات الآلاف بشكل مباشر وغير مباشر… فهل ستعمد وزارة الدكالي ومعها إدارة المركز لتوضيح الأمور بكل شفافية ومسؤولية ولاتخاذ ما يجب اتخاذه في مثل هاته الحالات مع تحملها لمسؤولياتها كاملة في مواجهة المصابين والضحايا من موظفين وعمال وأيضا من مرضى ومرتفقين، فهي مسؤولية ثابتة خصوصا إذا ربطناها بظروف عمل واستشفاء بالمصلحة حيث انطلق الداء، والتي تبقى صراحة كارثية لنطرح السؤال: أين كان هؤلاء؟ وأين وصل البرنامج الوطني لمحاربة داء السل والخطة السريعة للتقليص من نسبة الاصابة به؟ والذي رصدت له اعتمادات مالية مهمة بغرض القضاء على الداء في أفق 2030، لتبرز أولى الإخفاقات من داخل المؤسسة الصحية نفسها…

 

التعليقات مغلقة.