حرية الصحافة في المغرب: بين قلم المحرر ومقص الرقابة
محمد عيدني
في زمن تتسارع فيه وتيرة الأخبار وتكثر فيه التحديات، تبرز حرية الصحافة كأحد المعايير الأساسية للديمقراطية والمجتمع المتحضر. إلا أن المشهد الإعلامي في المغرب يواجه مجموعة من التحديات التي تؤثر على قدرة الصحافيين على أداء رسالتهم بفاعلية ومهنية.
واقع الصحافة المغربية
مع بزوغ فجر القرن الواحد والعشرين، شهد العالم تحولاً رقمياً سريعاً غيّر من طبيعة الإعلام. لكن في المغرب، لا يزال الصحفيون يواجهون العديد من العقبات. فقد تصاعدت المخاوف بشأن حرية التعبير، خاصة بعد سلسلة من الاعتقالات التي طالت صحفيين وصحفيات، مما خلق أجواء من الخوف والتوجس. كما أن تلك الأحداث أثارت جدلاً واسعاً حول مستقبل الصحافة المغاربية ودورها كمراقب وصوت للحق.
الصراع بين حرية التعبير والرقابة
يعتبر الصحافيون، في أي مجتمع ديمقراطي، حاملي مشعل الحقيقة. يفتحون النقاشات حول الفساد وسوء التدبير، وينقلون صوت الشعب إلى صانعي القرار. إلا أن الضغط المتزايد من السلطة السياسية والنقاش العام حول الفساد جعل القلم يتحول أحياناً إلى سلاح مطعون في خاصرته. ومع دخول العديد من الصحافيين غرفة الاعتقال على خلفية قضايا تتعلق بنشر الحقائق أو التحقيقات الاستقصائية، بدأت تتعاظم المخاوف حيال مستقبل حرية الصحافة.
النقابات ودورها في الدفاع عن الحريات
تلعب النقابة الوطنية للصحافة المغربية دوراً بارزاً في الدفاع عن حقوق الصحافيين. ورغم أن هذه الهيئة انطلقت من رؤية واضحة تهدف إلى حماية الحريات، إلا أن التحديات تبقى قائمة. يبقى السؤال مطروحاً: إلى متى سيبقى الصحافيون عرضة للضغوط والتوقيفات بناءً على ممارساتهم المهنية؟ وكيف يمكن تكثيف الجهود لحماية الصحفيين من مقص الرقابة القانوني؟
إصلاحات قانونية مطلوبة
من الضروري أن تشهد المغرب تحولات قانونية تضمن سلامة الصحفيين من الملاحقات الجائرة. يمكن أن تشمل هذه الإصلاحات إلغاء القوانين التي تُستخدم لترهيب الصحافيين، وتطوير إطار قانوني يحمي حرية التعبير. يتطلب هذا خصائص مرنة تتيح للصحفيين العمل بحرية في بيئة آمنة، مما يساهم في تعزيز مصداقية العمل الإعلامي
التعليقات مغلقة.