أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

حسن أَوريد يرصد عوامل “التشويش” على المشروع الحداثي بالمغرب

محمد الهيشو

أكد الباحث والكاتب المغربي، حسن أوريد، أن “بناء مشروع حداثي في المملكة يتطلب تواجد مجموعة من الشروط الضرورية، من قبيل وجود دولة قوية، وتربية حديثة، وخيارات دبلوماسية إستراتيجية، ثم ترسيخ مفهوم الأمة، بدل الهويات”.

صاحب “صرخة تينهنان” و”سيرة حمار” وغيرهما، شدد على “كون الظرفية تقتضي بناء مشروع أصيل بدل القوالب الجاهزة التي أبانت عن فشلها”، موردا أن “المشروع التحديثي ينبغي أيضا أن يقوم على أكتاف نخبة ذات رؤية تنطلق مما أسماه “القاعدة التاريخية”.

واستعرض أوريد مجموعة من النظريات حول النخبة، ومنها الدور الموكول للمثقف عند أوكست كونت، الذي ينبغي أن يجمع بين المعرفة العلمية والانخراط الفعلي في قضايا المجتمع”، وهو ما استوحاه ماركس الذي اعتبر أن مسؤولية الفيلسوف تغيير العالم وليس تفسيره، وهو المفهوم الذي طوّره كرامشي ليغدو المثقف العضوي”.

أوريد عرّج على الأمور والمواضيع التي تشكل بحسبه “محاولات تشويش، ومصدر إزعاج لهذا المشروع التحديثي المغربي الذي نرومه، من خلال أرضية نبنيها جميعا، وليس من خلال قوالب جاهزة”.

واعتبر أوريد، الذي كان يتحدث بالجامعة الدولية بأكادير خلال ندوة عن دور المثقف في تقويم الاختلالات السياسية، أن “الإرهاب أول هذه المشوّشات، نظرا لطبيعته المعولمة، ونظرا لأن الإرهاب ليس هو ممارسة العنف فحسب، بل ترويج خطاب معاد للآخر، يشكل بذاته إرهابا أيضا”

وزاد الباحث المغربي بأن العامل المشوّش الثاني على المشروع التحديثي هو” الانفصال وتوظيف كل خصوصية جهوية أو ثقافية، إذ أن هذا التوظيف سيؤدي إلى إضعاف مفهوم الدولة، ويؤثر في بناء الأمة المغربية”.

وأبدى أوريد، خلال مداخلته أيضا، رفضه لما أسماه “الهوس الهوياتي أيّا كان شكله، كتوظيف لغة، أو عرق، أو فهم معيّن للدين، أو قراءة اختزالية للتاريخ”، مردفا أن “هذا الهوس يمكن أن يأخذ أبعادا متعددة، لكنه لا يستقيم مع مشروع التحديث”.

وفي سياق المُشوّشات أيضا، ذكر أوريد أن “البنية الموازية للدولة تشكل خطرا على الدولة، إذ لا يمكن تصَوّر دولة قوية حديثة مع وجود بنية موازية توظف شبكة بديلة للدولة، على حد تعبير الباحث المغربي.

التعليقات مغلقة.