أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

حصيلة عمليات مختلفة بطنجة: ضرب شبكات المخدرات خلال شهر أبريل، توقيفات، حجز كميات هامة، تفكيك شبكات تهريب دولية

طنجة / سبتة / خولاني عبد القادر

ظلت الجريمة عبر العصور الآفة الكبرى لكل المجتمعات التي حاولت القضاء عليها بشتى الطرق والوسائل، فسخرت من أجل الإحاطة بأسبابها كل الموارد البشرية والمالية، بل وعملت على الغوص في كل العلوم والدراسات قصد استجلاء معالم هذا الداء الفتاك و العابر للقارات الذي ينخر جسد المجتمع ويفقده توازنه. 

 

وجدير بالذكر، أن المعطيات المتوفرة حول الجريمة وطرق محاربتها قد تختلف بين منطقة وأخرى، حيث نجد أن الحصيلة رهيبة، وأن الأرقام مخيفة و متفاوتة بين الأقاليم والجهات رغم المجهودات الجبارة للحد منها، ونخص بالذكر هنا جهة الشمال التي تعتبر منطقة جذب وتوافد الراغبين في الإتجار في المخدرات بفعل قربها من مدينة “كثامة” والتي هي مكان خصب لزراعة الكيف ومحطة لانطلاق المخدرات…

هذا ما يجعل الراغبين في الثراء السريع يتمركزون بمدن الشمال، خاصة بطنجة وتطوان والحسيمة لقربهم من مناطق العبور البحرية، سبتة و مليلية المحتلتين اللتان أصبحتا الوجهة المفضلة لمافيا التهريب الدولي للمخدرات في اتجاه أوروبا، العملية التي تتم أحيانا بمقايضة الشيرا بالمخدرات الصلبة التي يتم  إدخالها إلى المغرب مما يتطلب الحيطة و الحذر…

و في هذا الإطار تمكنت عناصر من  فرقة خاصة تابعة لقيادة الحرس المدني الاسباني، يوم الأربعاء27 أبريل 2022، من إجهاض عملية لتهريب المخدرات على طول سواحل “مالقة” و”جبل طارق”، كانت  “سبتة” و”الجزيرة الخضراء” و”مالقا” مسرحا لها، حيث تم الإعلان عن اعتقال 20 شخصا في تدخلات مختلفة، ضمنهم 02 من مدينة سبتة، وقد تمت مصادرة أربعة أطنان ونصف من مخدر الشيرا، كما تم حجز 4 زوارق  ومركبات إضافة الى معدات أخرى. 

و في نفس اليوم، تمكنت كذلك دورية  أمنية لخفر السواحل، تابعة للبحرية الملكية المغربية، بعرض ساحل الحسيمة من إجهاض عملية كبرى لتهريب المخدرات، وذلك بعد مطاردة هوليودية لقارب سريع من نوع “زودياك”، مما أدى إلى حجز طن ونصف الطن من مخدر الشيرا، كانت معدة بإحكام للتصدير إلى الديار الأوروبية على شكل 39 حزمة.

كما تمكنت عناصر فرقة الشرطة القضائية بمنطقة أمن بني مكادة، بتنسيق مع المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة طنجة، صباح نفس اليوم، من إجهاض عملية ضخمة للتهريب الدولي للمخدرات، وحجز ما يناهز 31 طنا و197 كيلوغرام من مخدر الشيرا. 

العملية التي تم تنفيذها استهدفت مستودعا كائنا على مستوى “طريق الرباط – طنجة”، وشاركت فيها عناصر فرقة مكافحة العصابات والمجموعة الجهوية للتدخل والفرقة السينوتقنية للحماية المدنية الي تستعمل الكلاب في مختلف تدخلاتها، وذلك بإشراف ميداني من ضباط الشرطة القضائية بولاية أمن طنجة…

وقد مكنت إجراءات التدخل المنجزة على ذمة هذه القضية، من توقيف شخص من ذوي السوابق القضائية، يبلغ من العمر 61 سنة، يشتبه في ارتباطه بشبكة إجرامية تنشط في التهريب الدولي للمخدرات، بينما أسفرت عمليات التفتيش داخل المستودع عن حجز مقطورة كبيرة للتبريد تضم العشرات من الأكياس والرزم المملوءة بمخدر الشيرا، كما تم العثور داخل المستودع على كميات كبيرة من المخدرات ملفوفة ومحشوة في “مجسمات” تحاكي لون وحجم أنواع مختلفة من الفواكه والخضروات، بطريقة تشير إلى إمكانية تهريبها خارج المغرب على أساس أنها مواد فلاحية معدة للتصدير.

وحسب البلاغ فقد تم وضع أطنان المخدرات المحجوزة رهن إشارة المصالح الجمركية المختصة، بينما تم الاحتفاظ بالمشتبه فيه، الموقوف، تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث الذي تجريه المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة طنجة تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك قصد تحديد هوية جميع المتورطين المفترضين في هذا النشاط الإجرامي العابر للحدود، وكذا رصد كافة الامتدادات الوطنية والدولية لهذه الشبكة الإجرامية.

وفي هذا الإطار، أكد والي أمن طنجة، السيد محمد أوعلا أوهتيت، أن هذه العمليات الأمنية تندرج ضمن استراتيجية المديرية العامة للأمن الوطني الاستباقية لمحاربة الجريمة العابرة للحدود، و أن البحث متواصل تحت إشراف النيابة العامة المختصة وبتنسيق تام مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، والمصالح المركزية لمديرية الشرطة القضائية، للوصول إلى جميع أفراد الشبكة وإيقاف المتورطين في هذه القضية…

التعليقات مغلقة.