إعداد مبارك أجروض
الخوف مشكلةٌ سائدةٌ في العالم، فكلّ شخص منا يخاف من شيء ما، ربما يكون الخوف من الموت، أو الخوف من الوحدة، أو الخوف من عدم كونه محبوباً، أو الخوف من ألا يُصبح مشهوراً أو ناجحاً، وقد يكون الخوف من عدم وجود أمن مادي، أو الخوف من الافتقار للأمن النفسي. إنّ الشعور بجميع تلك الحالات يندرج تحت مُسمّى الخوف، وللتخلّص منه لا بد للعقل أن يكون متحرراً تماماً.
ولقد عرّف علماء النفس الخوف بأنّه شعور يُصيب عقل الإنسان المترقب لحدوث أمر سلبيّ له من خطر معين، وقد يكون هذا الشعور حقيقياً، أو مجرد خيال ووهم لا وجود له. يُعزى سبب الخوف إلى عدة أسباب قد صنفها العلماء، والأطباء النفسيون بأنّها: نواتج محض نفسية وسلوكية يُعاني منها الأفراد الذين يترقبون حدوث شيء ما لهم بالمجمل، وقد تكون اضطرابات هرمونيّة داخلية يُسبّبها وجود خطر محدق بالفعل بالشخص الخائف.
إن الخوف شعورٍ طبيعيٍ ومتأصل عند كافة الكائنات الحية، والذي يجعلها مُستعدةً لمواجهةِ حدثٍ مُحددٍ لا تَرغبُ بمواجهتهِ، أو التعامل معهِ بشكلٍ مباشر وتتعدد مصادر الخوف لدى الكائنات الحية وغالبًا ما ترتبط بالأسباب التي تقلق راحتها وتهدد وجودها.
* أعراض الخوف
عادة ما ينتج عن تولد حالة الخوف حدوث ردود فعل متباينة لدى الكائنات الحية، ويزيد إفراز الهرمونات في جسم الإنسان، وتظهر أعراض الخوف التي تشير إلى اقتراب الخطر، والتي تساعد على الإنسان على إبداء ردة فعل مناسبة تجاه ما يواجه.
وتظهر أعراض الخوف على الإنسان بطريقة متباينة وغالبا ما يختلف أثرها على الإنسان من شخص إلى آخر، فحالة الخوف مثلاً تختلف بحسب طبيعة تكوين الإنسان، ومدى قدرته على التفاعل مع ما يواجهه في الحياة اليومية. كما تتباين حدة الأعراض بحسب مسببات الخوف وأثرها على الإنسان.
* ارتعاش كلي أو جزئي
فإضافة إلى الشعور بارتعاش كلي أو جزئي في الجسد علامة من علامات الخوف أو الهلع، هناك أشياء أخرى، قد لا تعرفها، تطرأ على الجسم حين يجتاحه الشعور بالخوف فعندما يشعر الشخص بالخوف يبدأ الدم في التدفق بسرعة في العضلات من أجل تهيئتها لاتخاذ رد فعل مناسب للوضعية التي يوجد فيها.
وهناك ثلاث مراحل يمر بها الخائف في المرحلة الأولى يبدأ الإنسان في التجمد في مكانه لعدم إثارة انتباه مصدر الخوف، إذا كان وحشا مثلا وفي المرحلة الثانية يفرز الجسم كميات زائدة من هرمون أدرينالين، والذي يجعل الشخص الخائف مستعدا للهرب أما في المرحلة الثالثة يؤدي إفراز الهرمون ذاته إلى تهيئة الخائف للقتال، وغالبا ما يصل الإنسان إلى هذه المرحلة عندما تنفد أمامه خيارات الهرب أو الاختفاء من مصدر الخوف.
* تأثير الخوف على العقل والجسم
وللخوف تأثير قوي على العقل والجسم، وعلى المدى الطويل يمكن أن يكون مدمراً بشكل قوي وعادة ما تطال تأثيرات الخوف جوانب مختلفة من جسم الإنسان فمثلا تقوم اللوزة الدماغية بإرسال إشارات كيميائية تساعد الإنسان على مواجهة الخطر.
كذلك يبدأ الجسم في إفراز العرق لدى الإحساس بالخوف تكون له رائحة مغايرة لرائحة العرق العادي ويرفع تصبب العرق أثناء الخوف من استعداد الجسم للتعامل مع الوضع، كما يتصاعد مستوى الشهيق والزفير لدى الإنسان خلال الخوف، ويساعد ذلك على ضخ مزيد من الأوكسجين في الجسم لمساعدته على الهرب أو القتال كما تصبح المثانة تحت ضغط أكبر، ما يؤدي عند البعض إلى التبول غير الإرادي.
* زيادة سرعة نبضات القلب
أيضا عند تعرض الإنسان لمسبب الخوف تزداد سرعة نبضات قلبه حيث تزيد كمية الأكسجين التي يتم تزويد الخلايا والأنسجة في الجسم نظرا لزيادة قدرته على مواجهة الخوف.
فضلا عن فقدان السيطرة على الجسم مما يقلل من سيطرته على أعصابه، كما يصبح الانسان غير مدرك تمامًا للأفعال التي يقوم بها وللأقوال التي تصدر عنه إضافة إلى الشّعور بالتّوتر والقلق مع انعدام القدرة على التّحكم بردود الفعل والإصابة بالإغماء، كذلك يحدث جفافُ الفم، والذي يرافقه أحياناً عدم القدرة على الكلام لفترةٍ زمنيةٍ مؤقتة فضلا عن عدم الرّغبة في تناول الطعام مع شّعور بالتّعب العام.
التعليقات مغلقة.