أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

حين يغيب الصدق..تحضر المأساة

عزيز حميد

من يقرأ للقنديلة ماء العينين، وهي تحاول ان تفسر ما يحدث لها، بعد الكشف عن وضعها الباريسي المختلف، بعتقد انها مناضلة يسارية متشبعة بالقيم الكونية في المجال الحقوقي والانساني.وان الهجوم عليها هو في العمق هجوم على هذه القيم، وعلى راسها حرية المرأة في المشاركة السياسية، علاوة على حقها في اختياراتها المرتبطة بحياتها الخاصة.
في لحظة ارتباك واضحة، تناست كل تاريخها مع الدعوة واخلاق المجتمع المحافظ.تناست ” عفتي في حجابي”. وراحت ترافع عن مفاهيم دخيلة على وعيها، لم تؤمن بها في يوم من الايام.
حين يغيب الصدق، بما فيه الصدق مع الذات، تحضر المأساة، ولكن احيانا في مشهد كاريكاتوري، تسيل له دموع الحسرة والالم.
هل من الضروري ان نذكر الاخت بان الالاف من نساء المغرب يشاركن في الحياة السياسية منذ زمان، وان مئات الالاف يرتدين ما يروق لهن دون أن يثرن احدا ، الا من يعشق الاثارة اصلا؟ هل من الضروري ان نذكرها بان وضعها مختلف ، باعتبارها شخصية عامة ، اختارت عن طواعية ان تكون تحت الضوء. وان تتقاضى من دافعي الضرائب اجرا يقترب او يفوق15 مليون سنتيم، كتعويضات عن مهام يستطيع الكثيرون القيام بها؟ وان ذلك لم يكن ليحدث لولا انه مرتبط الى حد كبير بانتمائها السياسي المغلف بحجاب من الدين. وقبل ذلك كله وبعده، هل من الضروري ان نذكرها بان رأس الأخلاق ملاءمة الفعل للقول، وان في غياب ذلك يكون القول كله نفاقا ومتاجرة؟
وحقيقة الامر أنني كمواطن مغربي، أشعر بالاهانة من سلوك هذه السيدة وامثالها. فهي ترى في اهلها هنا وحوشا تثيرهم خصلات شعر، وتستفز غرائزهم.لذلك فالحذر منهم واجب اخلاقي وديني. بينما تعتبر اهلها هناك في باريس، بشرا اسوياء، يحترمون المفاتن ويعتبرونها آية من جمال الخلق.
اعلمي سيدتي، انك لست افضل حالا من رؤساء دول ووزراء ومسؤولين سامين، في دول كبرى، قبلوا ان يتنازلوا عن جزء مهم من حياتهم الخاصة، مقابل الخوض في تدبير شؤون الناس.الحرية كل لا يتجزأ.اما ان يتمتع بها الجميع، او يناضل الجميع في سبيل تحقيقها.ونحن صراحة ، لم نسمع لكم صيتا الا في الدفاع عن قيم القبيلة، ومعاداة الحريات الفردية والجماعية .واسألي شيوخكم ومنظريكم، وما تفعله كتائبكم الالكترونية كل يوم.

التعليقات مغلقة.