إعداد مبارك أجروض
وهو ألم غامض من أعصاب متوترة يثير حس الوخز في الراس توجسا مشحونا بالقلق والتوتر خصوصا عندما يترافق مع نوع من الألم المبهم الذي يتراقص على سطح الجمجمة من جانب إلى آخر أو من الأمام إلى الخلف ويقفز أحيانا إلى جهات أخرى كاللسان والأذن والأنف والعينين وربما الوجنتين…
إذا زارك الوخز في الرأس في شكل نادر جداً فلا تشغل بالك، فهو عارض عابر لا يشير إلى علة مرضية. في المقابل إذا حل الوخز على الرأس كضيف ثقيل، فيجب عليك هنا عدم إهماله، لأنه قد يعكس ظرفاً طارئاً يحصل في الكواليس.
* أسباب الوخز في الرأس
قد ينتج الوخز عن أسباب متنوعة تشمل:
ـ نقص أو فرط التهوية
عندما يتنفس الإنسان بسرعة وسطحية شديدة فإنه لا يأخذ ما يكفيه من غاز الأوكسجين (نقص تهوية)، ما يؤدي إلى تدني مستوى الأخير، وإلى هبوط مستوى غاز ثاني أوكسيد الكربون في الدم، فيعاني الشخص من وخز في كل أنحاء الجسم بما في ذلك الرأس، وعلى العكس من ذلك فإن فرط التنفس الشديد (فرط التهوية) يقود إلى فرط مستوى الأوكسجين، وإلى تبدل مستوى غاز ثاني أوكسيد الكربون.. الأمر الذي يمكن أن يسبب حدوث الوخز في الرأس.
ـ القلق
يمكن أن يؤدي القلق في بعض الأحيان إلى وخز الرأس، إذ تعمل المواقف العصبية على تنشيط إفراز هرمونات الغضب بالدورة الدموية.. فيتجه الدم إلى مناطق أخرى في الجسم تكون في أمس الحاجة إليه، ما يؤدي للإحساس بوخز في الرأس أو نقص في الإحساس في أماكن أخرى من الجسم.
ـ الصداع النصفي وأنواع أخرى من الصداع
إن الصداع النصفي الذي يضرب أحد جانبي الجمجمة يحدث تغيرات في تدفق الدم، وفي الضغط داخل القحف قد تكون مصدراً لوخز الرأس، وأيضا، قد تسبق نوبة الصداع النصفي معاناة المصاب من عوارض حسية؛ منها الوخز خصوصاً في الوجه، وهناك أنواع أخرى من الصداع قد تطلق العنان للوخز في الرأس، مثل الصداع العنقودي، وصداع فرط ضغط الدم، وصداع العين، وصداع الآيس كريم.
ـ تصلب شرايين الرقبة
ويؤدي هذا إلى نقص تدفق الدم إلى الدماغ، وإلى تشنجات عضلية تترافق في أكثر الأحيان مع وخز الرأس.
ـ إصابات الرأس
إن الإصابات والرضوض التي تنال من قاعدة الجمجمة يمكنها أن تلحق الضرر بالأعصاب الدماغية؛ ما يؤدي إلى الشكوى من عوارض، مثل شلل الوجه، أو التنميل، أو الوخز في الرأس.
ـ إصابات النخاع الشوكي
نتيجة حوادث عرضية أو إصابات مرضية هي الأخرى يمكن أن تشعل فتيل الوخز في الرأس.
ـ التهابات الجيوب الأنفية
إن الجيوب الأنفية هي عبارة عن تجاويف متصلة ببعضها البعض تقع خلف الأنف والخدين والجبهة، وتعرض هذه الجيوب إلى الالتهابات مثل نزلات البرد والأنفلونزا والعدوى الجرثومية، يؤدي إلى انتفاخها، وهذا ما يحدث ضغطاً على الأعصاب القريبة يؤدي إلى الإصابة بوخز الرأس.
ـ الداء السكري
إن ارتفاع السكر عند المرضى غير المعالجين وحتى مرضى السكري الكبار في السن قد يتعرضون لحدوث تلف في الأعصاب القحفية.. يمكن أن يطلق العنان لحدوث الوخز في الرأس والوجه.
ـ التصلب المتعدد
يترافق هذا المرض مع تبدلات تنكسية تترك بصماتها على الجهاز العصبي المركزي فيكون الوخز والخدر من الأعراض الشائعة في هذا المرض المقعد.
ـ الصرع
وهو اضطراب عصبي ناجم عن وجود خلل في نقل الشارات الكهربائية في الدماغ، ويتسبب في حدوث نوبات تشنجية جزئية وكلية، ويمكن للنوبات الجزئية البسيطة أن تتلازم مع حدوث الوخز في الرأس والأطراف.
ـ الالتهابات التي تسبب تلف الأعصاب
يمكن أن تؤثر الالتهابات البكتيرية والفيروسة على أعصاب الجمجمة ما يؤدي إلى حدوث وخز وتنميل في الرأس والوجه والعنق، ومن بين تلك الالتهابات نذكر: التهاب الكبد سي، ومرض نقص المناعة المكتسب (السيدا)، ومرض لايم، وداء الهربس، والتهاب الدماغ.
ـ أمراض المناعة الذاتية
وفيها يفرز الجهاز المناعي مواد تهاجم أنسجة الجسم نفسه، وفي بعض الحالات قد لا تسلم أعصاب المخ من شر هذا الهجوم ما يؤدي إلى الوخز في الرأس والوجه، ومن الأمراض التي تقف خلف مرض الوهم العضلي الوخيم، ومتلازمة غيلان ـ باريه، والذئبة الحمامية، والتهاب المفاصل الروماتويدي، ومتلازمة سجوغرن.
ـ الأدوية والمخدرات والتبغ وسوء استعمال الكحول
قد تؤدي إلى آثار جانبية من بينها وخز الرأس.
ـ أمراض عصبية استحالية
مثل الزهايمر وداء باركنسون، إذ ينتج عن هذه الأمراض حصول آفات أو ضياع عصبونات يمكن أن تسبب وخز الرأس.
ـ أسباب أخرى
مثل ارتفاع الضغط الشرياني، وقصور نشاط الغدة الدرقية، والأوضاع السيئة، والسكتة الدماغية أو نقص التروية الدماغي العابر، وأورام الدماغ، ونقص الفيتامين B12، واضطرابات في كهربائية الدماغ، والتعب، وزيادة نسبة الكالسيوم والبوتاسيوم والصوديوم في الدم، والحساسية تجاه بعض الأغذية.
* علاج وخز الرأس
ذكرنا أن وخز الرأس قد يكون مؤقتاً، وسرعان ما يذهب من تلقاء ذاته، أما إذا ظل رابضاً في مكانه فإن التوصل إلى السبب يمثل نقطة البداية للتخلص منه، وقد تساعد العلاجات المنزلية، وتغيير نمط الحياة، وإجراء بعض التغييرات في السلوكيات اليومية في التخفيف من وطأة الوخز، وتعمل تلك العلاجات على:
ـ الحصول على مزيد من النوم.
ـ التخلص من الوضعيات السيئة في الوقوف والجلوس والنوم.
ـ تفادي الإجهاد والتعب والسهر الطويل.
ـ هجر المشروبات الروحية كلياً.
ـ التغذية الجيدة والمتوازنة.
ـ تجنب الضغوط اليومية والشدة النفسية.
ـ ممارسة تمارين الاسترخاء واليوغا.
ـ ممارسة النشاط الرياضي.
إذا لم تنفع التدابير المنزلية في وضع حد للوخز فإن أخذ موعد مع الطبيب يصبح أمراً لا مهرب منه لمناقشة الأعراض وتقييمها من أجل تحديد مصدر وخز الرأس، ومن يدري فقد تكون هناك حالة مرضية تحتاج إلى علاج طبي قد يسمح بضرب عصفورين بحجر واحد، أي التخلص من المرض، ومن الوخز في الرأس في آن معاً، وتوصي التعليمات الصادرة عن معهد الصداع الوطني الأميركي بالتماس العناية الطبية في الحالات الآتية:
ـ إذا أصبح الوخز أكثر تواترا.
ـ إذا تغيرت شدة وحدة الأعراض نحو الأسوأ.
ـ إذا ترافق مع ألم شديد.
ـ إذا تزامن مع صداع قوي في الرأس.
ـ إذا استمر إلى فترة أطول من المعتاد.
ـ إذا كان حديث العهد.
وقتها سيقوم الأطباء بإجراء مجموعة متنوعة من الفحوصات، وربما أخذ خزعة من الأعصاب من أجل رصد السبب الذي يؤدي إلى اندلاع الوخز، وبالتالي العثور على العلاج الأمثل.
التعليقات مغلقة.