خريطة المغرب “المبتورة” بمكتب نتنياهو تثير الجدل ونشطاء يعتبرونها ابتزازا ويجددون المطالبة بإسقاط التطبيع
أثارت خريطة المغرب المبتورة من الصحراء في خلفية استقبال بنيامين نتنياهو لرئيسة وزراء إيطاليا جورجا ميلوني جدلا واسعا بين النشطاء المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبرها البعض رسالة من نتنياهو للمطبعين المغاربة.
وعلى عكس ما جاء في بلاغ الديوان الملكي في 17 يوليوز الماضي بكون إسرائيل قررت الاعتراف بسيادة المغرب على أراضي الصحراء المغربية، أبرز استقبال نتنياهو لميلوني أن هذا الأمر يظل مجرد كلام، لا يعكسه الواقع.
واعتبرت العديد من التدوينات أن هذا التصرف استفزاز للمغاربة ورسالة للفرحين بـ”مكاسب” التطبيع الصهيوني المغربي، وتأكيد على نفاق وابتزاز إسرائيل للمغرب عبر نافذة الصحراء.
وأشار النشطاء إلى أن إبقاء نتنياهو على خريطة “مقسومة” للمغرب داخل مكتبه إهانة للمغاربة، وأن المغرب بتاريخه أكبر من أن يحتاج لاعتراف كيان طارئ على خريطة العالم، يرتكب المجازر وحرب إبادة في حق الشعب الفلسطيني.
خالد البكاري الأستاذ والفاعل الحقوقي كتب على حسابه ب”فيسبوك” أن “إسرائيل” بعد توقيع الاتفاق الثلاثي، “جرجرت” المغرب من أجل الاعتراف بمغربية الصحراء، لكنها تريد المزيد من التنازلات ضمن إطار التطبيع، حتى يحصل هذا الاعتراف.
وأشار البكاري إلى أن نتنياهو حين كان يعيش عزلة سياسية داخلية و خارجية، هاتف الملك محمد السادس، معلنا عزم حكومته الاعتراف بمغربية الصحراء، وهي المكالمة التي لم تعلن عنها إدارة نتنياهو، ولا وكالة انباء الدولة “العبرية”، بل أعلنها الديوان الملكي، مشيرا إلى أن هذا لا يمكن اعتباره اعترافا رسميا، لأنه يجب المصادقة على هذا القرار في “الكنيست”، الذي لم يبرمج اي جلسة لذلك لحد الآن.
وأبرز الناشط الحقوقي أن إسرائيل تواصل ممارسة الابتزاز لتحقيق مكاسب قبل الاعتراف بمغربية الصحراء، التي لا تخدم القضية، وربما قد تطلب الاعتراف بالقدس عاصمة للدولة العبرية، مشيرا إلى أن من يعرف “إسرائيل” وحرصها على الرمزيات والإشارات، سيعرف أن بقاء الخريطة كما هي بعد المكالمة الهاتفية ليس سهوا.
ومع انتشار صورة نتنياهو وميلوني وخلفهما خريطة المغرب مبتورة، تعالت وتجددت الأصوات المطالبة بالتراجع عن كل أشكال التطبيع وإسقاطه، مع إغلاق مكتب الاتصال الصهيوني بالرباط، وهو المطلب الذي ترفعه الاحتجاجات المتواصلة بشوارع المدن المغربية منذ أيام.
التعليقات مغلقة.