أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

خواطر سياسية

بقلم بشرى الناجي

أحيانا كثيرة تسمع عن الشخص و يسمع عنك، لكن قد تجتمع لديك تفاصيل عنه، و لا ندري أحيانا كيف نكون عنه تلك الصورة الجميلة أو القاتمة، هل للأحكام المسبقة سلطانها في مجتمعنا حيث يستوي فيه العاقل والأحمق؟ و لا أدري كيف يعكس كلام الناس ما يتحكم بهم . خصوصا حينما يتعلق الأمر بشخصية سياسية ومدبرة للشأن العام أو المحلي، فالبعض س في القنافذ أملس، والبعض تختلط لديه الكلمات ليغرق في العدمية دون معيار للنقد سوى ما يتراء له في مواقع التواصل الاجتماعي من صور للنصف الفارغ من الكأس ..

لكن تجربتي الإعلامية علمتني أن لا أعطي الانطباع أو الحكم إلا بعد ملامسة جوانب قريبة من الشخصيات العامة ، وقد كانت لهذه الرؤية البعيدة عن التحيز والموضوعية أثرها في الحكم على الناس، وخصوصا أنه كان لي شرف التعرف على شخصيات مهمة في بلادنا، قد لا أكون مصطفة في تيار سياسي، إلا أن تعاطفي كمواطنة يستدعي مني المشاركة السياسية باعتبارها جزء لا يتجزأ من المواطنة الفاعلة، وليس عيبا أن أختار ضيوفا بعينهم، غمروني بثقتهم ومودتهم، وقد أعطتني هذه التجربة روحا جديدة استهدفت جوانب من شخصيتي الباحثة عن تسليط الضوء على هذا الكائن السياسي الذي تم جلده وتبخيس دوره في بناء الديمقراطية في المغرب خصوصا من طرف الإعلام، هذا الإعلام الذي بات عصا تجلد حسب الطلب وتمدح حسب الطلب، فبعد أن كان الإعلام يعمل على رقي الذوق العام و تربية الأجيال بما ينمي حسه الثقافي و يذكي روح المواطنة، نتفاجأ بانحداره لتكريس العدمية وترسيخ صور القتامة والرداءة في عقول الأجيال الحالية والدفع بإعلام التفاهة إلى أبعد مدى.

فالأكيد أن الكائن السياسي الذي تم لعنه في أكثر من مناسبة ليس كائنا فضائيا، ليصير ضحية لهذا الإعلام، الذي دفع بالشباب إلى النفور من العمل السياسي، فبات الفاعل السياسي بين المطرقة والسندان.

لست في هذه الفرصة من الحديث عن وجود الملائكة بن الفاعلين السياسيين، و لكننا أمام فرصة لإعادة النظر في رؤيتنا لهذا الذي تطوع ليمثل إرادة الشعب، كيف يمكننا أن نعيد الثقة فيه كي يكون عند حسن ظن الجميع، لا يمكن أن تضيع اليد التي امتدت إليه، و اليد التي وضعت شعار حزبه في صناديق الاقتراع، كيف يمكن أن نجعل اليد في اليد لبناء مرحلة جديدة مع أزمة كوفيد 19، وكيف للأحزاب السياسية أن تجود بنخب جديدة تفتح الآفاق نحو مستقبل واعد لمغرب الغد.

التعليقات مغلقة.