أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

خيمة اورلاندو..الفرصة الضائعة

خالد الطويل*

بهدف الترويج للمغرب في الأوساط الأمريكية، استضافت أورلاندو، لأول مرة، تظاهرة “قرية المغرب”.
التطاهرة سلطت الضوء على ثراء المغرب وتراثه المادي واللامادي ومؤهلاته الاقتصادية التي تجعل منه وجهة ممتازة للاستثمار، إضافة إلى موقعه الجغرافي باعتباره منارة بين أوربا وإفريقيا وأمريكا، وأرضا تزخر بمجموعة استثنائية من الروافد الثقافية والفنية، تجعل منه وجهة سياحية و ثقافية غنية و جذابة.

على انه بالرغم من اهمية هذه التظاهرة الثقافية، فانها تطرح جملة من الملاحظات تتعلق بالقيمة المضافة للقرية المغربية باورلاندو سيما واننا اصبحنا اليوم في مواجهة العديد من الصور النمطية عن المغرب لدى دول الاستقبال ، والتي تحصر الثقافة المغربية في مجرد عادات وتقاليد. وما لا يعلمه البعض أن العمل الدبلوماسي تطور في الألفية الثالثة، وأصبحت الدول تراهن على أدوات جديدة في التسويق والترويج لثقافتها عبر نشر الأعمال الإبداعية بكل أنواعها، مع التركيز على مختلف المحاور التي تشمل مجالات الإعلام و الإنترنيت و الفنون البصرية و الاستعراضية و السينما و المتاحف و الرياضة الرامية إلى خدمة المصالح الإستراتيجيةالمغربية في المجالين الاقتصادي و السياسي.
لقد اكدت تظاهرة القرية المغربية باورلاندو، وبالملموس اننا لازلنا بعيدين عن اعتماد دبلوماسية ثقافية تعتمد على كفاءات قادرة على ابتكار المزيد من الطرق لتعريف الامريكيين بالثقافة المغربية وقيمها العريقة.
الملاحطة الثانية وتتعلق بتوقيت تنظيم هذه التظاهرة الثقافية والتي كان من المفروض ان يتم تاجيلها بالنظر الى ما يعرفه المغرب في الوقت الراهن من احتجاجات وحراك اجتماعي يحظى باهتمام واسع من طرف مغاربة العالم.
ان على دبلوماسيتنا الثقافية، وبالرغم من الجهود الجبارة التي تقوم بها السيدة سفيرة المغرب، لالا جمانة العلوي، لابراز الاشعاع الثقافي والتراثي للمغرب،أن تتأسس على بعدأساسيين يتعلق بإستراتيجية الإشعاع والترويج لثقافة البلد وحضارته، وهو البعد الذي يمكن أن تضطلع به المراكز الثقافية والحضور القوي في منتديات الفكر المختلفة، وهذا النوع من الدبلوماسية الثقافية يمكن بلورته في كافة أنحاء العالم بمشاركة المثقفين والنخب الأكاديمية والفنانين وغيرهم سواء المتواجدين بالمغرب أو مغاربة العالم.

التعليقات مغلقة.