دار الشعر بمراكش: لقاء شعري احتفائي بشعراء وشاعرات ورشات الكتابة الشعرية في اختتام الموسم الرابع 2020/2021
احتضن مقر دار الشعر بمراكش، صبيحة يوم السبت 22 ماي، لقاء شعريا في حفل اختتام الموسم الرابع لورشات الكتابة الشعرية، والذي امتد من شهر دجنبر من السنة الماضية (2020) الى شهر ماي من السنة الجارية (2021). ورشات الكتابة الشعرية، والتي تنظمها دار الشعر بمراكش ضمن برمجتها الثقافية السنوية، هي ورشة في تقنيات الكتابة الشعرية موجهة لفئات الشباب والطلبة وعموم المهتمين، وسهر على تأطيرها، في موسمها الرابع، الشاعر والناقد الدكتور عبداللطيف السخيري. وقد استمر تنظيمها خلال برنامج هذا الموسم، من خلال صيغتين: الأولى حضوري من خلال تحديد لائحة محدودة من المرتفقين والمرتفقات، والثانية “عن بعد” من خلال توفير “كبسولات” الورشات وعرضها عبر “قناة دار الشعر بمراكش”، وأيضا عبر منصات التواصل الاجتماعي للدار.
ورشات الكتابة الشعرية لقاء خاص متجدد، مع الشغوفين بالشعر وشعراء شباب في بداية مسارهم الإبداعي، وأيضا محطة أساسية لتنمية المهارات المرتبطة بالكتابة الإبداعية وتقنياتها. ومنذ تأسيسها في 16 شتنبر 2017، اختصت دار الشعر بمراكش في تنظيم ورشات الكتابة الشعرية عبر تفيئ للفئات العمرية. ورشات موجهة للأطفال واليافعين وأخرى للشباب والمهتمين، في اختيار واعي يدرك أهمية ربط دور ووظيفة هذه المؤسسة الثقافية بنسيجها المجتمعي، والسعي الى استنبات والتحسيس بالكتابة الشعرية لدى المهتمين والشباب والأطفال، سواء داخل الأوساط التعليمية أو في المشهد الجمعوي والثقافي بالمدينة.
وشهد اللقاء الاحتفائي/الاختتامي، لقاء مفتوحا مع الدكتور عبداللطيف السخيري، قدم من خلاله خلاصاته الأساسية المرتبطة بجذاذات الدروس النظرية والتطبيقية التي خصصت للموسم الحالي، للمرتفقين والمرتفقات من المشاركين حضوريا وعن بعد. وقد ركز الشاعر والناقد السخيري على تفعيل حاجيات المرتفقين في هذه الورشات، من خلال تطوير ما اكتسبوه سابقا من معارف (علم العروض والقافية،..) وتخصيص ورشات الموسم الرابع لتقنيات الكتابة الشعرية، مع الانفتاح على عناصر أساسية (الصورة الشعرية، النسق الاستعاري، الموضوعات (الموقف من المدينة، تيمتي الموت والحياة)، الشعري والسير ذاتي، شعرية المفارقة.
وخلص الدكتور عبداللطيف السخيري الى أن صيغة الورشات توزعت على عنصرين، عبر تخصيص الجزء الأول للفرش النظري، والذي لم يبق حبيسا لنماذج قديمة بل تم اختيار واعي لمثن قديم وحديث، فيما خصص الجزء الثاني للبعد التطبيقي، من خلال تمثل المرتفقين والمرتفقات لما اكتسبوه شعريا، عبر إبداع نصوص تستحضر تلك العناصر. وقد لوحظ وعي لافت وتنوع لأنماط واختيارات الكتابة الشعرية، والتي تعبر فعليا على هوية النص الشعري المغربي، اختيارات مكنت من الوقوف على ميلاد مشتل إبداعي شعري ينفتح على المستقبل.
وقد تخلل اللقاء الاختتامي تقديم قراءات شعرية لكل من: يسرى قشبو، اسماعيل آيت ايدار، أحمد ليبوركي، سكينة آيت الطالب، محمد بلقاسم، بدر هبول، علال ابن الخياط، مريم أتملدو، محمد بن الظاهر، يوسف الحيمودي، عبدالحفيظ الوزيري، زكريا عبدالرحيم. وقد خصصت دار الشعر بمراكش، وضمن إصدارها “إشراقات شعرية (2)” والذي يحتفي بالمتوجين بجائزة “أحسن قصيدة” المخصصة للشباب، ملحقا خاصا بقصائد لمرتفقين ومرتفقات “الموسم الرابع”، تحفيزا لهم على متابعة شغف الكتابة الشعرية وأفقها. قصائد الشعراء والشاعرات، من مشتل دار الشعر بمراكش ومن مشتل ورشات الكتابة الشعرية، أفرزت ديوانا جماعيا بمسيم مغربي. اختيارات متعددة لأنماط وأساليب الكتابة الشعرية، وحضور لقصائد تنتمي ل(الفصيح، الزجل، الأمازيغية،..)، هذا التعدد الذي يعبر فعليا عن صورة القصيدة المغربية الحديثة اليوم، بتجاربها المتعددة وحساسياتها المختلفة.
مختارات ومقاطع شعرية من “ديوان اللقاء الاختتامي”:
قرأ الشاعر اسماعيل أيت إيدار، (مواليد 04/02/1998 الجماعة القروية ثلاث نيعقوب)، من نص “حيوات نائحة”: “لماذا تصرين أن أمنحك/كل هذه الحيوات النائحة/ وتبخلين علي بحياة/ واحدة مشدودة إلى المشنقة../ لماذا تتركين الباب مفتوحا / في وجه العتمة / وتوصدينه في وجهي/ كلما جئتك بقلبي ملفوفا / في قماط..”
ومن قصيدة “عيون الندى” للشاعر بدر هبول، (مواليد 1992، إقليم طاطا):
“خذ في حضورك قسطا من معاناتي// يا ساكنا فرحي رفقا بأناتي
خذ من عيــون الندى روحا مدثرة//يا رحال أبدا صوب النهايـاتي
خذ من غيــــابك ما في الشوق بوصـلة//تدنيك مني إلي يا وعد ميقــاتي
خذ من دليلك مــا ينجو الغريق به//أنا الغريق وآي الله مشكــاتي..”
ومن قصيدة “بعد اللقاء لقاء” للشاعر عبد الحفيظ الوزيري، (مواليد مدينة زاكورة، جماعة أولاد يحيى الكراير (1995):
“يا ليلة العمر قد جئناك قاطبة// نشكو وفي همنا خوف من العلـل
نهفو ومن طيفها عشق يراودنا//نموت من فقدها شوقا الى المقــل”
ومن قصيدة “لحن الخيبات” للشاعرة يسرى قشبو (إسراء)، (20 سنة، تنغير):
“تخيل ،/ أني الآن جمعت حقيبتي / وإتجهت نحو أقرب محطة إليك…/ وقصدت عربة تسافر عبرها قصتنا،/ وجدت مقعدين / مقعد لي / ولك..”
ومن قصيدة “رحم الثرى”، للشاعر محمد بن الظاهر، (مواليد مدينة كلميم):
“قالت.. اكتبني شعرا/ قلت.. ما أنا بكاتب/ قالت.. أكتب تأوهات الجائعين / قلت .. / سأتلو في الجنائز ترانيم العذارى/ وأنتظر صلاة الوصول/ للخارجين من رحم الثرى/ دمع باخوس / وقلق نبوءتي”
ومن الشعر الأمازيغي، قرأ الشاعر احماد ليبوركي، (قبيلة أيت وادريم اشتوكة آيت باها) الجماعة القروية إيدازن، قصيدة “الشاعر” (إمدياز):
“أنت.. أيها الشاعر/يا من بنيت البيوت في كل الأوطان/وأنشأت البساتين وسط منازلها/وغرست الورود في الباحات../ أنت.. أيها الشاعر/ وليد الترحال/ كالطير محلقا في السماء/ فاردا جناحيه بين أوراق الكتب..”
ومن قصيدة “طفل يأتي من العدم”، للشاعر علال بن الخياط (مواليد 1992، جمعة سحيم):
“طوت الأرض ذكرياتي/ والدجى مفتاح النجوم/ فأي حضن أنسب إليه مني..”
ومن المثن الشعري الزجلي، قرأ الشاعر يوسف الحيمودي، (من مواليد شيشاوة- 25 سنة)، قصيدة “غريب الحال”:
” سولني الليل وقال / علاش تسهرني !/ ونتا عارف ظلامي / يهيج هوال غريب لحال/ و يزند جمر لقلب لمضيوم..”
ومن نص “دق بابي”، للشاعرة مريم أتملدو:
” دق بابي/ وتسنى جوابي/ فكل دقة على بابي/ تساوي رزمة من ثيابي/ تخير ولا تختار/ وبيع بلا تنطار/ الشاري والبياع/ كل واحد ليه متاع/ متاع تكسي/ ومتاع تملي الرزمة/ تشيط وتكفي..”
—
التعليقات مغلقة.