محمد رامي
لا يمكن لكل متتبع للخطاب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، من خلال تصريحات كاتبه الأول، الأستاذ ادريس لشكر أن يمر مرور الكرام دون الوقوف عند كل كلمة وجملة ينطق بها القائد الاتحادي.
فحنكة الرجل في المجال السياسي ، وخبرته وهو الذي يعتبر سليل الحركة الاتحادية الأصيلة بكل ما تختزنه من مواقف ومبادرات ونضال ، تجعل منه الرجل السياسي الذي له القدرة ليس فقط على التحليل بل على تقديم الحلول والبدائل من منطلق أنه لا ينطق عن الهوى في لقاء صحفي أو تجمع جماهيري أو مؤتمر إقليمي لحزب تملكته الحماسة، بل هو يتحدث بمنطق العارف بالشيء .
من هذا المنطلق يجب على السياسيين والمتتبعين للشأن العام ببلادنا أن يقفوا عند خطب الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي والتعامل معها بالجدية المطلوبة، فحسه الوطني هو الذي يجعله يتحدث بلغة سياسية صريحة بعيدا عن الشعبوية الزائدة، وإيمانه بأن مصالح الوطن والسلم الاجتماعي لايمكن أن نتركه بين يدي حكومة تغول عاجزة عن تدبير الأزمة التي تمر منها البلاد، هو الذي يجعله يحذر وينبه ويبادر ولا أعتقد أن هناك سياسي كانت له مبادرات في هذا الإطار خارج الزمن الانتخابي.
الجميع يتحدث من منطلق البحث عن موقع في الخريطة الانتخابية بعكس ادريس لشكر ومعه الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية هوالذي يتحدث بخطاب الوضوح والمسؤولية بشعار الوطن أولا…
مناسبة القول ، الرسالة الواضحة والصريحة التي قالها في أخر تصريح صحفي له من كون الحكومة بتدبيرها الحالي للحوار الاجتماعي و بالمقاربة التي اعتمدتها والتي تدفع بالبلاد إلى الفتنة و اللاستقرار فلنقف عند تصريح الكاتب الأول للحزب: « لا يمكن للحكومة أن تحل مشاكل قطاع دون غيره من باقي القطاعات التي تعيش مشاكل حقيقية…
كلنا نعيش أزمة الحوار الاجتماعي الذي لا يسير على طريقته الصحيحة فلا يمكن حل مشاكل قطاع دون آخر ومنه مئات الآلاف من الموظفين في قطاعات حكومية أخرى…
وإذا قمت بحل مشاكل قطاع الوظيفة العمومية فلا يمكنكم تجاهل مشاكل القطاع الخاص، لأن من يحمل القفة صباحا ليس مكتوب على جبهته رجل تعليم أو موظف عمومي أو عامل في قطاع خاص فالأزمة يكتوي بنارها المغاربة جميعا كيف ما كانت وضعيتهم الوظيفية داخل المجتمع، لذلك لابد من الإنصاف، ولأجل الإنصاف كان على الحكومة أن تأتي بتصور شاملا .
كان على الحكومة أن تأتي بتصور شمولي لمعالجة مشكلة الأجور في المغرب وهذا ما لم تقم به وهذه المعالجة الجزئية تقوي الفتنة وتقوض الاستقرار الاجتماعي، ونحن بلد والحمد لله ننعم بالاستقرار فعلى الحكومة أن تحافظ على هذا الاستقرار.. »
يقولون ، الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها، فهل ستستوعب الحكومة مغزى الرسالة أم أن تغولها سيدفعها إلى التعالي وتجاهل الخطاب السياسي لحزب عريق ولقائد متمكن من التحليل والمبادرة؟
لقد قالها الأستاذ ادريس لشكر مرارا وتكرارا أن سرعة حكومة التغول لا تساير المشاريع الملكية التي كانت ولاتزال هي الضامنة للاستقرار الاجتماعي ببلادنا، تدبير الحكومة تفرغ المبادرات الملكية من كل محتوى بتماطلها في التنزيل الجيد للمبادرات الملكية.
ونحن الآن أمام وضع لا نحسد عليه، تسببت فيه الحكومة بسوء تدبيرها لملف الحوار الاجتماعي، وهو ما شجع ويشجع تنامي الحركات الاحتجاجية في قطاعات كنا نعتقد إلى وقت قريب أنها قطاعات تعيش وضعا أفضل بسبب طمس الحكومة للحقائق، هذاالوضع الجديد يجعلنا نقف عند تصريحات الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ونطالب بتغليب المصلحة العليا للبلاد بعيدا عن التغول الذي لاندري إلى أين يسير بنا.. والخلاصة أنه من حق الأستاذ ادريس لشكر
التعليقات مغلقة.