لم يكن بلاغ الديوان الملكي مجرد إخبار اتصال هاتفي بأبوي الفقيد وتعزيتهما بجلالة المصاب،. بل كان أول وثيقة رسمية تعلن خبر وفاة المرحوم ريان، أي أنه كان المصدر الأول والوحيد للخبر.
جرت العادة أن نقل الملوك للأخبار يكون في الشق الإيجابي والسعيد منها فقط، وأنهم يتفادون نقل الأخبار السيئة بصفة شخصية إلى رعاياهم ومواطنيهم، لكن الملك قرر أن يفعل ذلك شخصيا مع نهاية تراجيديا الطفل “ريان”، وقد كان بإمكان أي عضو بالحكومة إعلان ذلك “وزير الصحة، وزير الداخلية …” إلا أن الملك قرر التكفل بنقل النبإ شخصيا عبر بلاغ صادر عبر الديوان الملكي.
الأكيد أن هذا يعتبر رد فعل إنساني في العمق، صادر عن أب الأمة تتبع أولا بأول تفاصيل عملية الإنقاذ.، ولحظة لحظة عاشها بكل جوارحه، وتفاعل مع كل تفاصيلها و وقائعها، ولذلك كان واحدا من الناس الذي سارع لأن يتقاسم مع هؤلاء الناس أحزانهم.
كثيرا ما قال الملك في خطبه أنه يشعر بأبناء المغاربة كما يشعر بأبنائه، وما حدث أكد ذلك، وعكس في العمق تصرف رب عائلة كبيرة. منذ اللحظات الأولى لعملية الإنقاذ، حتى النهاية التراجيدية.
كل الدولة كانت هناك وكل المغاربة حضروا.
ولو كانت هناك حظوظا أخرى للنجاة لتم استعمالها.
لقد عبرنا مرة أخرى عن أنتا عائلة مغربية أصيلة.
وفي أحزان العائلات العريقة يبرز كبير العائلة.
غير أن كونه رمزا للأمة فرض عليه أيضا أن يقوم بدوره وواجباته.. خلال خمسة أيام عبأت الأمة المغربية كافة مواردها الوجدانية في موقف وحدة عاطفية استثنائية. كانت لحظات أمة بامتياز.
وفي لحظات حزن الأمة يتحدث رمز الأمة، ليطمئن ويواسي الأمة، وذلك ما فعله كبير العائلة ورمز وحدة الأمة المغربية.
التعليقات مغلقة.