يشكل الموقع الجغرافي للمغرب وتنوع تضاريسه وخصوصيات مناخ كل منطقة عوامل رئيسية تسهم في حدوث هذه الفيضانات، إلا أن تزايد تواترها وشدتها في السنوات الأخيرة يفرض طرح عدة تساؤلات حول كيفية التعامل معها وكيفية استغلال ما تقدمه هذه الظاهرة من فوائد إلى جانب التحديات.
وقد شهدنا في عدة مرات أن هذه الفيضانات كانت مفاجئة وعنيفة، حيث جرفت معها المنازل والمزارع والبنية التحتية، مما خلف خسائر بشرية ومادية جسيمة.
كما أن عمليات التعمير العشوائي في المناطق القريبة من الأودية والمناطق المنخفضة تسهم بشكل مباشر في تعريض حياة السكان للخطر، إذ أن المباني والمنشآت غير المؤهلة تتحطم بسهولة أمام قوة المياه.
فالعالم يشهد ارتفاعا في درجات الحرارة بشكل متزايد مما يؤدي إلى تبخر كميات كبيرة من المياه وتكاثفها في الغلاف الجوي، وعند سقوط الأمطار فإنها تكون غزيرة وقصيرة المدى مما يعزز من احتمالية حدوث الفيضانات.
وعلى المستوى الزراعي، فإن الفيضانات تدمر المحاصيل الزراعية وتؤدي إلى تلف التربة وتدهور خصوبتها. أما على مستوى البنية التحتية، فإن الطرق والجسور والمنشآت تتعرض لأضرار جسيمة قد تحتاج لسنوات لإصلاحها.
كما أن الفيضانات تساعد على ترسيب التربة الغنية بالمواد العضوية في الوديان مما يعزز من خصوبة الأراضي الزراعية في بعض المناطق.
السابق بوست
التعليقات مغلقة.