همسات جنون ترافق المساء كلما أقبل..
فهناك عند زاوية قبالة الشفق ألقى العابر ببقايا أمانيه و غادر..
رأيته يمشي الهويناء مخترقا الضباب..فخلته تائها لا أكثر..
و راح يتقدم خطوة فخطوات..إلى أن شارف على المغيب.
وقف محييا الشفق..و لا أدري أ كان دمعه ذاك الذي تناثر أم قطرات مطر..
أطال الوقوف بين يدي الفراغ..و كأن الليل سيخلف الموعد هذا المساء..
و سرعان ما التهم السواد الساعات..
فمضى العابر بين ثنايا الظلام يخط بقايا أحلامه بكلمات..بكلماته لا أكثر..
ينعي بدمعه ضآلة المسافة بين الحضور و الغياب..
فتارة يتوسد الأمل و تارة يلاحق شظايا الأحلام..
و تارة..
يسكن المسافة الفاصلة بين الواقع و الخيال..
مبعثرا كان..
و كأنه الساكن لحظة التقاء الفصول..
فيمضي بين ثورة و بكاء..ففرح فاحتراق..
و ها قد باعد الصبح بينه وبين معزوفة صمته الخرساء..
فرأيته يجر بقاياه و يمضي..
كالهارب من الشمس يبغي اللحاق بغروب آخر..
بقلم هجر زغلول..
التعليقات مغلقة.