أكد رئيس الحكومة، الدكتور سعد الدين العثماني، أن الحالة الوبائية لفيروس كورونا “كوفيد-19” ببلادنا مازالت في مرحلتها الثانية وأن هناك تحسنا لكنه بطيء ويستدعي اتخاذ مزيد من الحيطة والحذر والالتزام بالحجر الصحي.
وأوضح رئيس الحكومة، خلال جلسة السياسة العامة يوم الإثنين 13 أبريل التي خصصت للإجراءات المتخذة للحد من تداعيات وباء كورونا، أن تطور حالات الإصابة مازال متوسطا وذلك بفضل الجهود المبذولة من طرف الجميع، علما أن بلادنا عرفت أخيرا تحولا وبائياً للفيروس، إذ انتقل من الحالات الوافدة إلى أكثر 82 % من الحالات أصبحت محلية، كما أن البؤر التي اكتشفت هي ذات طابع عائلي وأسري، بسبب بعض المناسبات الأسرية مثل الأفراح والجنائز، التي لم تنضبط للإجراءات الوقائية والاحترازية.
وفي معرض جوابه، شدد رئيس الحكومة على أن الحكومة ملتزمة بنهج الصراحة والتواصل المنتظم والشفاف مع المواطنين بشأن تطور الحالة الوبائية ببلادنا، “فالحكومة تقدم المعطيات وكذا التداعيات الاقتصادية والاجتماعية، ونحن ملتزمون بالتواصل الشفاف مع المواطنين، لأننا نعتبرهم شركاء لحظة بلحظة في مقاومة هذا الوباء”.
وبعد أن جدد دعوته للمواطنين بضرورة الانضباط لقرار الحجر الصحي وما يقتضيه من عدم مغادرة البيوت إلا للضرورة القصوى، أكد رئيس الحكومة “أننا لن ننجح في اجتياز هذه الفترة العصيبة، إلا بالصراحة والوضوح مع المواطنات المواطنين، بخصوص المعطيات والإجراءات والقرارات، بالرغم مما قد يصاحب هذا الأسلوب من صعوبة أو تقصير أو انتقاد، لذا نطلب من الجميع التحلي بالصبر لإنقاذ بلدنا وحمايته وتجنيبه مزيدا من الوفيات، بأن نضع جميعا اليد في اليد”.
ولفت رئيس الحكومة الانتباه إلى أنه يحق للمغاربة الافتخار بما تحقق لمواجهة هذه الجائحة، بفضل التوجيهات الملكية السامية، “حتى أصبح المغرب يضرب به المثل على المستوى الدولي، وتهتم بتجربته دول من الشرق والغرب، كما استطاع التعامل باستباقية وتبصر، والاعتماد على إمكانياته البشرية الذاتية، لإبداع حلول وأجوبة وطنية على عدد من الأصعدة، بما فيها المعدات والأدوية، ولا زلنا نطمع ونطمح في المزيد، وما ذلك علينا بعزيز”.
ونوّه رئيس الحكومة بتضامن وتلاحم مختلف المؤسسات الرسمية والحكومية والحزبية والنقابية، والفاعلين الاقتصاديين ومختلف الفعاليات المدنية والإعلامية والجمعوية، وتجاوبها مع مبادرة الصندوق الخاص بتدبير جائحة كورونا من خلال المساهمات التي تزال تتقاطر يوميا، معتبرا أن كافة المبادرات التي تتخذها الحكومة في هذه الظرفية الاستثنائية هي موجهة أساسا للفئات الهشة وللمقاولات الأكثر تضررا، وفق منظور تكافلي وتضامني.
وطمأن رئيس الحكومة الرأي العام بأن بلدنا سيتخطى بحول الله هذه الأزمة وقد استفاد من عدة دروس، خصوصا ما يتعلق بتحديد الأولويات والاعتماد على الذات، وتقوية الاهتمام بالإنسان.
التعليقات مغلقة.