أعلن الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، اليوم الاثنين، إعادة تعويم سفينة الحاويات البنمية العملاقة “إيفر غيفن” التي كانت تسد مجرى القناة منذ نحو أسبوع.
كما أكدت الشركة المشغلة للسفينة في بيان رسمي تحريرها اليوم.
وأكدت مصادر ملاحية في قناة السويس تحرك السفينة داخل المجرى الملاحي للقناة بعد نجاح عملية إعادة تعويمها بعد أزمة جنوحها لمدة 7 أيام في مجرى القناة.
وليس من المعروف بعد متى تستأنف حركة الملاحة بقناة السويس بعد نجاح عملية تحرير السفينة العالقة.
وكان الفريق ربيع قد أكد في وقت سابق يوم الاثنين بدء تعويم سفينة الحاويات العملاقة الجانحة جزئيا بنجاح بعد استجابة السفينة لمناورات الشد والقطر.
وأضاف أن مسار السفينة عُدل بشكل ملحوظ بنسبة 80 في المئة وابتعدت مؤخرة السفينة عن حافة القناة بمسافة 102 متر، بدلا من 4 أمتار.
وأُعلن في وقت سابق أنه من المقرر أن تستأنف المناورات مرة أخرى مع ارتفاع منسوب المياه إلى أقصى درجاته ظهيرة اليوم بالتوقيت المحلي ليصل إلى مترين، حتى يسمح ذلك بتعديل مسار السفينة بشكل كامل لتصبح في منتصف المجرى الملاحي.
ووجه الفريق ربيع رسالة طمأن فيها المجتمع الدولي باستئناف حركة الملاحة مرة أخرى في القناة بمجرد الانتهاء من تعويم السفينة بشكل كامل قريبا، وتوجيهها إلى الانتظار في منطقة البحيرات لفحصها فنيا.
وأكد مصدر من طاقم تعويم السفينة العالقة لبي بي سي في وقت سابق أن تقدما كبيرا قد أُحرِز في عملية التعويم التي يمكن أن تنتهي خلال ساعات لتُفتح القناة.
ويأتي هذا التطور بعد فشل عدة محاولات لتعويم السفينة بما عليها من شحنة منذ جنوحها في المجرى الملاحي الأهم في العالم الثلاثاء الماضي.
وكانت هيئة قناة السويس قد أعلنت في بيان رسمي، أمس الأحد، أن قاطرتين أخريين، انضمتا إلى جهود إعادة تعويم السفينة، بينما تواصلت أعمال إزالة الرمال المحيطة بمقدمتها ومحاولات الشد بالقاطرات في أوقات تتلاءم مع ظروف المد والجزر.
- هل ستتأثر عائدات مصر من قناة السويس بعد الحادث الأخير؟
وقالت الهيئة إن أعمال إزالة الرمال لتسهيل تعويم السفينة وصلت إلى عمق 18 مترا بواقع 27 ألف متر مكعب. وإن مناورات الشد جرت من ثلاث اتجاهات مختلفة، حيث عملت قاطرتان على شد مقدمة السفينة، بينما قامت ست قاطرات بدفع السفينة جنوباً، وشدت أربع قاطرات أخرى السفينة جنوباً.
وكان جنوح السفينة البالغ طولها 400 متر وعرضها 59 متراً وحمولتها الإجمالية 224 ألف طن، قد تسبب في توقّف الحركة في المجرى الاستراتيجي، ما أجبر بعض شركات النقل البحري على تغيير مسار ناقلاتها إلى رأس الرجاء الصالح في جنوب افريقيا، حتى حل المشكلة.
وقال جو رينولدز مدير المهندسين في شركة مايرسك للشحن البحري لبي بي سي إن “عدد السفن المحتشدة عند المدخل الجنوبي للقناة تزايد بشكل سريع”.
وقال رينولدز “إن ذلك أثر على مواعيد تسليم البضائع في مختلف أنحاء العالم”.
وقال توم شارب القائد السابق في البحرية الملكية البريطانية لبي بي سي إنه من المتوقع أن يستمر تأثير الحادث على عمليات الشحن العالمية لفترة طويلة حتى بعد تعويم السفينة.
واعتبر شارب أنه بمجرد تعويم السفينة وإعادة فتح المجرى الملاحي سيستغرق الأمر نحو أسبوع لإنهاء الازدحام الكبير في السفن التي تنتظر حول قناة السويس بهدف عبورها.
وشاركت في عملية تعويم إيفر غيفن 14 قاطرة بحرية، ووجه ربيع الشكر لمسؤولي عدد من الدول التي عرضت المساعدة في تفريغ حمولة السفينة.
وكانت عدة دول منها الولايات المتحدة قد عرضت على مصر المساعدة في حل الأزمة؛ إذ قالت واشنطن إنها مستعدة لإرسال فريق من خبراء البحرية الأمريكية للمساعدة.
آثار على الاقتصاد العالمي
تمر من القناة بضائع يبلغ ثمنها أكثر من 9.5 مليار دولار يوميا بمعدل 400 مليون دولار كل ساعة وذلك حسب بيانات من مجلة “لويدز ليست”.
وبحسب المجلة، تفيد الحسابات التقريبية بأن حركة السفن اليومية من آسيا إلى أوروبا تُقّدر قيمتها بحوالي 5.1 مليار دولار ومن أوروبا إلى آسيا تُقّدر بنحو 4.5 مليار دولار.
وقدّر ربيع الخسائر اليومية لقناة السويس بسبب تعطل الملاحة بما بين 12 و14 مليون دولار.
وكان سوء الأحوال الجوية المصحوب بعاصفة ترابية قد أدى إلى فقدان التحكم في الناقلة وجنوحها، بحسب بيان لهيئة قناة السويس.
وجنحت السفينة عند عبورها ضمن قافلة قادمة من البحر الأحمر في رحلتها القادمة من الصين والمتجهة إلى روتردام في هولندا.
وأكد يوكيتو هيغاكي، رئيس الشركة اليابانية المالكة للسفينة، أن هيكلها “سليم ولم تخترقه المياه كما أن محركاتها تعمل بكل طاقتها لذا فإنه من المنتظر أن تعمل بمجرد تعويمها”.
التعليقات مغلقة.