كثير هو “الصخب” الذي صاحب، قبل سنتين، افتتاح إحدى المنتجعات السياحية على الشريط الساحلي الواقع بين “اصفيحة” و”السواني” بالحسيمة، حيث صرح حينها العديد من المسؤولين المحليين والوطنيين بأن المشروع سيكون اضافة نوعية، وسيشغل المئات من أبناء المنطقة، ويعمل على إدماجهم في سوق الشغل واعادة تكوينهم وغيرها من الشعارات الرنانة التي لم يتحقق منها ولو القليل، بل الأكثر من ذلك المشروع تحول إلى ضيعة خاصة لاستعباد العمال.
فعلى الرغم من فرص الشغل الهزيلة التي أحدثها هذا المشروع، والتي لا تشكل منها اليد العاملة المحلية إلا نسبه جد ضعيفة، فقد أصبح فيه العمال والمستخدمون يشتغلون في ظروف جد قاسية، ويتعرضون لمختلف أصناف الإهانة والحط من الكرامة، والتي لا تمت بأية صلة لقانون الشغل وحقوق الإنسان، حيث يتعرض العمال باستمرار لممارسات لا تخلو من أساليب العبودية.
وفي هذا الإطار كشفت العديد من المصادر أن شركة للحراسة الخاصة تعاقد معها المنتجع المعني بالأمر، والتي تعود ملكيتها لأحد الفرنسيين تقوم بممارسات ماسة بكرامة العمال، ولا تتوانى في سبهم بألفاظ نابية تخدش الحياء، حيث تنال من شرفهم لدرجة أن مسؤولة بالشركة تمنع العمال والمستخدمين من التواصل فيما بينهم بالأمازيغية واللهجة الريفية.
“جريدة أصوات: حصلت على عدة تسجيلات تبين جانبا من هاته الممارسات والسلوكات التي تمارسها مسؤولة بإحدى الشركات، ومنها ما يرتقي إلى “التعذيب” وممارسة “العبودية” في حق عمال وعاملات لا ذنب لهم سوى أن الظروف الاجتماعية أجبرتهم على العمل في ظروف يغيب عنها تطبيق القانون.
وعلمت الجريدة من مصادر متطابقة أن العشرات من الجمعيات المحلية والحقوقية وبعض النقابات العمالية تتداول خلال هذا الأسبوع في اجتماعات تنسيقية مكثفة إمكانية تنظيم وقفة احتجاجية أمام هذا المنتجع، ومراسلة السلطات والجهات المعنية لإطلاعها على ممارسات هذه الشركة الأجنبية، كما سبق أن اعدت تقريرا مفصلا بهذه الخروقات التي تعد ممارسة واضحة للعبودية.
التعليقات مغلقة.