أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

رثاء أخير

ياسمين العابد

 

لا لم يَعدْ للفقد أيُّ مراسمٍ

رقْمٌ يزفُّ الرّقْمَ للنسيان ِ

حتى المدامع بالسكوت تدثرت

واستسلمت لجحيمها أجفاني

جسد بلا رأسٍ لطفل حالمٍ

يا ويلَ قلبي. أخمدوا  بركاني

الوصفُ كومٌ من رماد حضارتي

وهويتي  إسم بلا عنوانِ

دربي النزوح إلى الضياع قضيتي

حتى أفرّ من انكسار زماني

ألجمتُ روحي بالسكينة إنّما

الخوف بحري والردى قبطاني

جذَّفتُ في صدر الهموم معافرًا

والغدر يصفع غيلةً شطآني

نضبتْ دموع الروح جفَّ حنينها

وتبدَّلتْ أحوالها بثوانِ

صارت قفارًا والرماد رداؤها

مليون قهر من لظى الطوفانِ

أماه ماذا قد جنيت ألا اسألي ؟؟

وبأيِّ ذنبٍ قطّعوا أركاني؟

فبراءتي تطغى على صفو الندى

وجهي الصباحُ. حدائقُ الريحانِ

البدرُ جزء من بهاء ملامحي

وجداولُ البلورِ سحرٌ ثاني

إنّي رضعت العز من ثدي الإبا

يجري صلاح الدين في شرياني

وَأَدوا صباحي أعدموا مرج الصفا

فتيبَّستْ وتكسَّرتْ أغصاني

دعني أنوح على هوان عروبتي

أبكي على وطني بدمعٍ قانِ

فأبي جبالُ الصبر فوق ضلوعه

ومواجع الصبار والرمانِ

أمي السماءُ توضأت من نورها

صلّت معي في حِجْرها أحزاني

وأخي عنانُ الليل في مهد الرؤى

دعني أعانق خِلْسةً أوطاني

وطني الشريد مسافر عبر المدى

وحقائبي دهرٌ من الخذلانِ

ومن المهالك والمواجعِ والأسى

ومكائدِ الطاغوتِ والحرمانِ

وقطار عمري النائباتُ تجرّه

ركّابه الحسرات .سخطُ زماني

والسائقُ الملعون ذيلُ عروبتي

ودليلهُ وشمٌ من الشيطانِ

إنَّ احتمال العيش في كنف الردى

مثل انعطاف الكون في الدوران

كلُّ انهزامات الحياة تحفّني

عمري احتدامُ الريح بالكثبانِ

فمتى تملُّ الريح عن قهر الربى؟

حتى يعود الطير للأغصانِ

ويرتل الأمجاد في ألحانه

والروض يزهر من لقا خلّاني

تتكحَّل النجمات من بسماتهم

و ينام طفل الفجر في أحضاني

ما ألعن العبرات حين تريقها

أسواطُ إبليس، يدُ السجانِ

هذي نواقيس الحياة تأوهت

فاخشوا مساسَ القشِّ للنيرانِ

التعليقات مغلقة.