أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

رغم تكالب الذئاب إننا نحب الوطن

عبد الاله الجوهري

المشهد الأول: الفاسدون

مؤسسات أفلست، مشاريع توقفت، أراضي مترامى عليها، مناجم و بحار مستولى عليها، وظائف وهمية بأجور ترسل دون تأخير للمستفيدين منها (حيث يقيمون هنا وهناك)، ملايير الدراهم سرقت أو هربت للأبناك العالمية (سويسرا و بنما)، مجرمون ما دخلوا السجون، مدانون مسجونون خرجوا دون أن يعودوا للسجون، سياسيون أميون جاهلون، برلمانيون مهربون ومحتالون، و مع ذلك فهم في الأمن و السعادة والخيرات سادرون…
المشهد الثاني: الانفصاليون
انفصاليون بالفطرة، يجاهرون بلا وطنيتهم، يتحدون السلطات و وحدة الوطن، يسافرون ويعودون دون أن يعترفوا بأنهم عائدون للبلد الام، يملأون الاستمارات في المطارات دون تحديد الأصل و الفصل، يسبون علم و رمز البلد، يعيشون في رغد و هناء مستفيدين من بطائق تخول لهم اقتناء ما يريدون بنصف الأثمان، يحتلون وظائف دون أن تكونوا لهم مهمات محددة، غير مهمات السفر بين كبريات الدول للاحتجاج ضد مصالح البلد، وتأليب الرأي العام الدولي ضد حقوق هذا الوطن، و مع ذلك فهم في الحرية و النعيم غارقون.
المشهد الثالث: الوطنيون
فتيان من خيرة أبناء الوطن، مناضلون من أجل عزة و كرامة البلد، شباب يركب صهوة الحلم من أجل غد أفضل، متظاهرون مسالمون لا يملكون سوى قلوب غضة طيبة و أماني عريضة بحجم الأمل و الألم، أمهات و أباء يعلمون الأبناء عزة الروح وعشق تربة الوطن، لكنهم متهمون باطلا في وطنيتهم الراسخة في قلوبهم الشاسعة الواسعة، مدانون دون ذنب، اللهم ذنب الخروج للمطالبة بالحق في الحياة و ترديد شعارات ضد الحكرة، صامدون رغم القمع و السجون، باقون ولو تجاهلتهم السياسة و رجالاتها الممسوخون، عائشون ولو تكالبت عليهم الذئاب المفترسة و الأقلام الفاسدة و العياشة بتهمهم الجاهزة..
النهاية: في حب الوطن
يا من تكدون و تجتهدون من أجل خراب الوطن، نقول:
إلى الغد الأفضل سائرون، و في وجه الذل و القبح صامدون، و من أجل حب الوطن باقون..

التعليقات مغلقة.