أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

ركود سوق “القريعـة” ومشاكل بالجملة

انتشر على مدى سنين عديدة صدى صوت“البياعة” و “الشراية” في أرجاء مدينة الدارالبيضاء،النابع من سوق “القريعة ، وهو ”واحد من أقدم الأسواق في المغرب.. سوق “القريعة” الشهير بالبيضاء، يعيش حالة ركود غير مسبوقة، بسبب ما وصفه تجار بـ ”عزلة قسرية ” فرضت على الفضاء التجاري الذي تم تجهيزه بالاعتماد على مساهماتهم الخاصة منذ أزيد من 60 سنة ، بعد انقطاع أغلب المسالك الطرقية المؤدية إلى السوق، كما أن بنياته التحتية الحالية لا تلبي تطلعات المهنيين، الراغبين في مزيد من الاهتمام بالسوق التاريخي، والانتقال بتنظيمه وتجهيزه إلى مستويات عالية، تنسجم مع حجم الرواج التجاري الذي يحققه، خصوصا ما يتعلق بإصلاح المسالك الطرقية وتحسين الولوج إلى هذا الفضاء ، منبهين إلى ضرورة اتخاذ إجراءات استعجالية لإعادة الحركة التجارية إليه وتمكين تجار سوق “القريعة” من تجاوز الوضعية الصعبة التي يجتازونها ، خصوصا أنه يعتبر نقطة تسويق محورية لمجموعة من المنتوجات الاستهلاكية في العاصمة الاقتصادية، ومنصة للبيع بالجملة على المستوى الوطني وكل ما له صلة ب – المطبخ, الحمام, بيت الأطفال, غرفة النوم, البهو, المكتب, التزيين, الإنارة, الحديقة, السفر..

اذ تتطلب الفترة الراهنة من السلطات وضع مخطط لإنقاذ السوق، يتضمن تحسين شروط الارتفاق، خصوصا ما يتعلق بتهيئة المسالك بين المحلات وتعزيز الأمن، مشددا على أن حالة الركود التي يعيشها السوق، أرخت بظلالها على وضعية التاجر، الذي ما زال ينتظر مجموعة من الضمانات الاجتماعية، تحديدا التأمين والتغطية الصحيين، ومعاش التقاعد وغيرها من الخدمات. وتفترض جهود إعادة إحياء سوق “القريعة”، الاهتمام بالمحطة الطرقية “أولاد زيان” ، باعتبارها منصة لوجستيكية للبيع بالجملة على المستوى الوطني، إضافة إلى أهمية تطوير البنية التحتية الطرقية في منطقة مثل الفداء- مرس السلطان، التي تضم أسواقا شعبية تاريخية، من قبيل سوق “درب ميلان” و”درب السلطان” وغيرها، موازاة مع التفاعل مع انشغالات المهنيين ، خصوصا ما يتعلق بتحفظاتهم على كناش التحملات الخاص بالأسواق، ألذي أعلن عنه مجلس المدينة أخيرا ، فضلا عن المطالبة بتفعيل المقررات الإدارية.

النقابة الوطنية للتجار والمهنيين تتواصل بشكل دائم مع السلطات لحل مجموعة من المشاكل، المرتبطة بتنامي ظاهرة احتلال الملك العمومي، خصوصا في سوق “القريعة” بالبيضاء، ذلك أنه بحلول موسم الصيف، الذي يمثل ذروة الرواج التجاري في السوق، تنشط هذه الظاهرة، الأمر الذي يستوجب تدخل السلطات لوقف زحف “الفراشة”، الذين احتلوا مناطق مهمة في السوق، وأعاقوا ولوج الزبناء إلى نقط البيع المهيكلة.

ويشتكي التجار المنخرطون في النقابة، الممثلة في 45 إقليما على مستوى المملكة، من تدهور أوضاع أشهر فضاء تجاري محليا ووطنيا، باعتباره نقطة مهمة لتدفق السلع التجارية الجديدة، والتسوق بالجملة والتقسيط، مؤكدين أنه يعاني غياب المرافق الصحية، والبنيات التحتية الضرورية للارتفاق، مثل الأرضيات ومسالك مرور ذوي الاحتياجات الخاصة.

ويمكن معاينة صعوبة ولوج الزبناء إلى المتاجر، خلال جولة في السوق، إلى جانب ضعف الإنارة وغياب منافذ التهوية، إذ ساهم الباعة الراجلون في اكتظاظ بعض المناطق، وإضعاف الجاذبية التجارية لمجموعة من المتاجر، خصوصا المتخصصة في تسويق الملابس الجاهزة.

التعليقات مغلقة.