أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

رمضان مبارك كريم

حميد وضاح

رمضان مبارك، أيتها الأم العفيفة، الطاهرة، المكافحة و الصبورة على جور الزوج و ذل المجتمع و قهرالزمن، لتربي أطفالك كما تشتهي غريزة الامومة فيك، متحدية عراقيل الفقر و القهر،لأن الأبناء في قاموس أمومتك، ليسوا فقط زينة الحياة الدنيا ،بل هم سندها و أملها و أحلامها المؤجلة الجميلة.

 

 

 

 

 

 

رمضان مبارك، أيها الأب المرابط على جبهة الكفاح من أجل أبنائك لتوفر لهم اللقمة والقلم والكراسة، لأنك أدركت أن سبب معاناتك اليوم مع تحصيل اللقمة هو عدم قدرة الجد، البارحة، على توفير مقعد لك كبقية أقرانك بالمدرسة.
رمضان مبارك، أيها التلميذ الذي سخرت كل وقتك في الاجتهاد والتحصيل، فكان نجاحك حتميا بما أنك وفرت شروطه منذ البداية، وأنت اليوم تستطيع أن تهنأ لحظة قصيرة، لتستعد لحرب نجاح ضروس جديدة.
رمضان مبارك، أيها الأستاذ الفاضل الذي دخل مشروع بناء العقول بوعي و إرادة منه، رغم أن كل ما يحيط به يدعو إلى التواطؤ ضد تنوير العقول لصالح تدويخها وتنويمها، و انظر معي إلى معنى صورتك في وعينا الجمعي الشقي. فأنت مجرد، رجل بخيل و “احساسبي” ، “اسلايتي”، متاجر بالدروس الخصوصية ، رجل “دارت” ، متحرش بتلميذاته ،رجل سيارة ” “لوغان” أي” إشيل أونز” و الإضرابات و العطل… و لا أحد سيدي يعترف بفضلك في بلاد الغرائب و العجائب هاته، و كأن هؤلاء الأطباء و المهندسين، و كل من ساهمت في إخراجهم من عتمة الجهل إلى رحاب الأنوار والعلم، أخرجتهم الشيخة طراكس أو تسونامي أو زعزع…، وليس أنت الذي خضت حروبا ضروسة للدفع بالجهل إلى التواري و الاختفاء القسري وتحويل أكوام الطباشير إلى نور ومعرفة.

 

 

 

 

 

رمضان مبارك، أيها الفلاح البسيط ابن الأرض والماء، ما أعياك النظر الأبدي إلى السماء ـ إما أملا أو خوفا من غدر الطقس وتقلباته المفاجئة ـ وعندما ينجو محصولك من غدر السماء تجد كافة السماسرة في انتظارك، فلا يتركون لك إلا ما يزيد توطيد عينيك بالسماء خوفا من المزيد من غدرها.
رمضان كريم، أيها الإمام الجلي التقي الذي يشع نور الإيمان والتقوى من عينيه، الذي يقدر رسالته حق تقدير، فلا يتوانى عنها ولو ثانية، مهما كانت الأهواء أو الإكراهات أو الإغراءات. فالخضوع بالناس لله أضمن وأبقى من الخضوع بالناس للناس، فألم يقل لنا ربنا الأعلى وهو أعز من قائل: ” كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام “.
رمضان مبارك أيها الصحافي الجليل الحق، الذي أتت بك إلى مهنة المتاعب هموم الحقيقة والسياسة والثقافة والتنمية وأوضاع البؤس والضياع والجهل، وأنت اليوم تكتفي بترقب، بمرارة، كيف حولها المندسون من مهنة للمتاعب إلى مهنة للحقائب والأمتعة …. وقد اكتسحوا عرش صاحبة الجلالة هربا من جحيم الفراغ والبطالة والطرد المبكر من المدرسة، فتحولت معهم مهنة الصحافة إلى مهنة من لا مهنة له. ومن هنا ستتناسل معاناة صاحبة الجلالة.
رمضان كريم أيها الطبيب الكريم، النظيفة أياديه من المتاجرة في معاناة مرضاه، والقريب منهم، والمتواصل معهم والذي يفرح بفرحهم ويحزن بحزنهم. فأدام الله عطفك وحنانك على مرضاك. رمضان مبارك، أيها الكناس و البناء و النجار و الخباز و الجزار و الحارس و السائق … و إلى كل مواطن شريف يقدم شيئا جميلا لهذا الوطن سواء في رمضان أو في غيره من الشهور و الأيام .

التعليقات مغلقة.