الحبيب عكي
لا أتحدث عما يتلقاه النشء من التربية المتناقضة في البيت والمدرسة والشارع والإعلام، فتلك واضحة ويسهل أمر الاختيار والقرار فيها، إما مع هؤلاء أم مع هؤلاء، وغالبا ما يكون الحسم فيها للتكيف مع المكان أو الأشخاص، فإذا كان الطفل في البيت كان بيتيا.. وإذا كان في المدرسة كان مدرسيا.. وهكذا يمكن أن يجمع هذا الطفل بين العديد من المتضاربات ويمزق العديد من التوجهات، ولا يجد في ذلك حرجا، إنها التنشئة الاجتماعية تربي النشء على أنه من الصحة النفسية والشخصية المندمجة أن يلبس المرء لكل لبوس لباسه ويعطي لكل مقام مقامه، بغض النظر عن مدى انسجامه أو تعارضه مع الهوية والمعتقد أو المرجعية والانتماء، الذي يظل عند هؤلاء مرنا متغيرا غير صلب ولا ثابت، فلا يجد فيه المرء بعدها – كما يقال – بأسا من أن يخشع يوم الجمعة في المسجد مثلا، ويعربد يوم السبت في الملهى، ويتعرى يوم الأحد في الشاطئ.. وهكذا، إنها تربية “البلغة والجلابة والرزة والقصعة يا بوعزة” إنه الإسلام الذي يقبل عندهم بكل شيء وبمبرر ديني أحيانا “إن لنفسك عليك حقا” أو “المهم هو الإيمان في القلب”؟.
التعليقات مغلقة.