مع إعلان 12 ناديا أوروبيا كبيرا بينهم ريال مدريد ويوفنتوس ومانشستر يونايتد تأسيس “دوري السوبر” لينافس دوري الأبطال، تطرح الكثيير من التساؤلات بخصوص هذه البطولة لا سيما من قبل الرافضين لها في ليس في عالم كرة القدم وحسب بل حتى وحتى في عالم السياسة. فهل يمكن لها أن تحقق نجاحا اقتصاديا؟ وهل ستكون قادرة على إنتاج 10 مليارات يورو في سنوات قليلة كما يدعي مطلقوها؟
وينوي منظموا دوري “سوبر ليغ الأوروبي” بقيادة رئيس نادي ريال مدريد فلورنتينو بيريز جذب مداخيل مضاعفة لما يكسبوه في دوري أبطال أوروبا بصيغته الحالية، وهو ما يشكك فيه الكثير من المتتبعين، ويعتبرونه مقامرة غير مضمونة النتائج.
ويقول خبير العلوم الاقتصادية ديدييه بريمو إن “الجدوى المالية غير مضمونة على الإطلاق لأننا ننشئ بطولة من أفضل الأندية”، مذكرا أنه إذا أخذنا على سبيل المثال بطولة “يوروليغ” في كرة السلة، فإن “80% من الأندية المشاركة تولد عجزا”، برغم المستوى المرتفع من المنافسات.
وإذا كانت أندية كرة السلة في دوري المحترفين “إن بي آيه” تولد الأرباح، “لم يكن الحال كذلك قبل عشر سنوات، عندما كان عدد قليل من الأندية بصحة اقتصادية جيدة”.
“البطولة المغلقة تولد ضمانة مالية للاستثمارات”
في المقابل، يرى تيم بريدج من شركة ديلويت “تولد البطولة المغلقة ضمانة مالية للاستثمارات، لا يوجد خطر أو مخاطر”.
وفي سياق مالي أرهقه تفشي فيروس كورونا عالميا، فإن “بعض الأندية الـ12 في وضع مالي معقد، لذا يبحثون عن استقرار مالي أفضل بالنسبة للمستقبل”، بحسب ما يضيف بريدج.
يتوقع أن يكون معظم دخل “دوري السوبر” من حقوق النقل، لكن اللغز يخيم على هذه المسألة إذ لم يتم الإعلان عن أي ناقل رسمي أو أي تاريخ لإجراء مناقصات.
ويعول المنظمون بشكل كبير على النقل التلفزيوني. فبحسب الأرقام المعلنة، 3,5 مليار يورو موزعة على الأندية المؤسسة وإيرادات تتخطى 10 مليار يورو على المدى الطويل.
هناك مساحة يمكن أن يستغلها لاعبون مثل غوغل وأمازون أو أبل
يتوقع ديدييه بريمو “اللاعبون التقليديون مثل القنوات المشفرة في طريقهم لفقدان قوتهم، أو أنهم بجميع الأحوال لن يكونوا روادا لتلك الأسواق”. فلا يزال هناك مساحة يمكن استغلالها من لاعبين مثل غوغل وأمازون أو أبل.
من جهتها، تشرح ماغالي تيزيناس المديرة المنتدبة لمجموعة سبورسورا الجامعة لأبرز اللاعبين الاقتصاديين في فرنسا: “ليس بالضرورة أن يبحثوا عن المليارات العشرة في القارة العجوز، سيلتفتون مثلا إلى قارة آسيا”.
تابعت: “المخاوف التي تساورني بشأن هذا المنتج هو الندرة. مباريات بين برشلونة وباريس سان جرمان لا تحدث طوال الوقت. وإذا أصبحت متكررة قد تفقد قيمتها”.
وهل يمكن انضمام ممولين غير متوقعين إلى قافلة البطولة؟ بالنسبة إلى بريمو “فإن بعض الشركاء سيكونون مهتمين” فمثلا “شركات متعددة الجنسيات أو لاعبون اقتصاديون مدعومون من دول يستخدمون البطولة لتعزيز قوتهم الناعمة”.
التعليقات مغلقة.