أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

روسيا تشدد قبضتها على ماريوبول.. وأوكرانيا تسعى لمزيد من المساعدات

حديث إيطاليا: توفيق الضريضي

أحكمت القوات الروسية قبضتها على مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية، الخميس، في ظل محاولات “مستمرة” لاجتياح آخر معاقل القوات الأوكرانية الصامدة، في مصنع الصلب آزوفستال المحاصر، فيما يواصل الغرب الدفع بالمزيد من المساعدات إلى أوكرانيا.

وفي مؤتمر للمانحين في العاصمة البولندية وارسو، كرر الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، دعوته للاتحاد الأوروبي بقبول عضوية أوكرانيا.

 

وجمع المؤتمر سبعة مليارات دولار من المساعدات، ووصف الرئيس الأوكراني التبرعات لبلاده بأنها “استثمار في أوروبا الوسطى والشرقية بأكملها”.

 

وفي الميدان، قال زيلينسكي، الخميس، إن القوات الروسية تواصل اقتحام وقصف مصنع آزوفستال بمدينة ماريوبول، حيث يتحصن مدنيون ومقاتلون هناك.

ويمنح الاستيلاء على المصنع روسيا سيطرة كاملة على المدينة، التي تعد “الجائزة الكبرى” للقوات الروسية، كما تصفها صحيفة واشنطن بوست، خلال غزو مستمر منذ 10 أسابيع، لم يحقق حتى الآن أهدافه الاستراتيجية.

 

يقول رئيس شرطة الدوريات الإقليمية في منطقة دونيتسك، ميخايلو فيرشينين، إن “القوات الروسية لم تلتزم بوقف إطلاق النار المتفق عليه في ماريوبول”.

 

وأضاف “هناك محاولات مستمرة للاقتحام، بدعم من الطيران والمدفعية والمعدات المدرعة”، قائلا إن “عدد الجرحى في تزايد، والوضع أصبح حرجا”.

 

وأعلنت الأمم المتحدة، الخميس، إرسال قافلة جديدة لإجلاء مدنيين من مصنع آزوفستال، الجيب الأخير لمقاومي القوات الروسية في مدينة ماريوبول الاستراتيجية، وذلك على وقع اتهام الأوكرانيين لموسكو بعدم احترام وعدها بإرساء هدنة.

 

ولا تزال المعلومات عن الوضع في هذا المجمع المترامي متضاربة.

 

وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مساء الخميس، أن “الجيش الروسي لا يزال مستعدا لضمان إجلاء المدنيين” من آزوفستال والذين يقدر عددهم بمئتين، إلى جانب مقاتلين أوكرانيين.

 

لكن مساعد قائد كتيبة آزوف التي تدافع عن المجمع أفاد، في مقطع مصور، بأن “معارك دامية” تدور داخل الموقع وبأن الروس “لا يحترمون وعدهم” بوقف لإطلاق النار أعلنوه الأربعاء.

 

ونشرت قناة تيليغرام التابعة للكتيبة، الخميس، لقطات مصورة تظهر “انفجارات متعددة داخل المصنع، مع وجود دخان أسود وأبيض ورمادي في الهواء”.

 

وفي أسابيع من القتال العنيف، دمرت القوات الروسية معظم المدينة التي يزيد عدد سكانها عن 400 ألف نسمة، حسب “نيويورك تايمز”.

 

وقال مسؤولون أوكرانيون إن أكثر من 20 ألف مدني قتلوا خلال الهجمات الروسية المستمرة.

 

وتعتبر وسائل الإعلام الحكومية الروسية الاستيلاء الكامل على ماريوبول “نصرا طال انتظاره”، في وقت تستعد فيه موسكو لإحياء ذكرى التاسع من مايو أو ما يُعرف في روسيا بالحرب الوطنية العظمى.

 

وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاغون)، جون كيربي، إن معظم القوات الروسية التي كانت تقاتل في ماريوبول قد غادرت واتجهت شمالا، تاركين وراءهم “عددا صغيرا” من القوات.

 

وهو إجراء قال مسؤولو الدفاع الأميركيون سابقًا إنه “يمكن أن يحدث عندما تشعر روسيا أنها سيطرت على المدينة”، وفقاً لـ”واشنطن بوست”.

 

وأشار كيربي، إلى أن النشاط العسكري الأخير لروسيا “كان إلى حد كبير من خلال الضربات الجوية في ماريوبول وحولها، وفي مصنع آزوفستال”.

 

وتأكيداً على أهمية السيطرة الكاملة على ماريوبول، قبل 9 مايو، زار نائب رئيس الأركان الروسي، سيرغي كيرينكو، المدينة هذا الأسبوع، حسب “نيويورك تايمز”.

 

والتقى المسؤول الروسي، بأول مقيم في ماريوبول يحصل على جواز سفر مما يعرف بـ”جمهورية دونيتسك الشعبية” المنشقة، والتي اعترف بها بوتين على أنها دولة مستقلة في فبراير.

 

وأشار سيرغي كيرينكو، في خطابه إلى احتفالات 9 مايو ووصفها بأنها “رمز حي لاستمرارية الأجيال في الكفاح ضد النازية والفاشية “.

التعليقات مغلقة.