#نيويورك، الأمم المتحدة – في جلسة مؤثرة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. لم يتمالك مندوب فلسطين لدى هاته الهيئة الدولية، “رياض منصور”. دموعه أثناء حديثه عن المأساة الإنسانية التي يعيشها أطفال قطاع غزة. مؤكداً أن “النار والجوع يلتهمان أطفال فلسطين”.
وأشار “منصور” إلى مشاهد الأمهات وهن يحتضن أجساد أطفالهن الشهداء. ويتحدثن إليهم ويعتذرن. واصفاً هذه المشاهد بأنها “تفوق قدرة البشر على الاحتمال”. مضيفا: “أنا أب وأعرف ماذا يعني أن ترى أبناءك أو أحفادك يتألمون. فما بالك بمن يُفرض عليهم هذا الجحيم دون أن يتحرك العالم؟”.
وأوضح أن ما يحدث في غزة “يتجاوز حدود المعاناة الإنسانية”. مشدداً على أن “أطفال غزة يموتون جوعاً”. متسائلاً عن قدرة الضمير البشري على تقبل هذا الواقع المؤلم.
من جهته، روى السفير الجزائري في مجلس الأمن، “عمار بن جامع”. قصة الطبيبة “آلاء النجار” التي فقدت تسعة من أبنائها في غارة جوية أحرقتهم داخل منزلهم في “خان يونس”. واصفا الملاجئ في “غزة” بأنها “تحولت إلى أفران مشتعلة”. مؤكداً أن لا أحد آمن هناك، لا الأطفال ولا النساء ولا الأطباء ولا النازحون.
وأوضح أن “18 ألف طفلا ارتقوا شهداء”. مؤكداً أن هذه الأرقام تمثل أرواحاً ضائعة وأحلاماً محطمة. داعيا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية اتجاه ما يحدث في “غزة”.
وكان مندوب فلسطين والسفير الجزائري قد وجها نداءً عاجلاً للأمم المتحدة للتحرك الفوري لإنقاذ مئات الآلاف من الفلسطينيين المحاصرين في قطاع “غزة”. الذين يعانون من حرب “إسرائيلية” مدمرة بدأت في أكتوبر 2023 وأودت بحياة أكثر من 177 ألف بين شهيد وجريح. معظمهم من الأطفال والنساء. إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود حتى الآن.
تأتي هذه التصريحات في وقت يزداد فيه القلق الدولي إزاء الأوضاع الإنسانية المتدهورة في غزة، حيث تتزايد الدعوات إلى تحرك عاجل لوقف المعاناة وإنقاذ حياة المدنيين الأبرياء.
ستبقى دموع “رياض منصور” من اعلى منصة الأمم المتحدة وصرخاته أن “النار والجوع يلتهمان أطفال فلسطين”. وصمة عار في جبين الإنسانية المغيبة بقوة المصالح التي سمت فوق القيم الإنسانية. ليتم طرح سؤال للضمير الكوني. كم من أطفال ونساء غزة يجب ان يستشهدوا ليصحو ضمير العالم؟
وما فائدة اتفاقيات جنيف الأربعة، المتعلقة بالمدنيين، خاصة الأطفال منهم. المعتبرة استهدافهم جريمة حرب يعاقب عليها القانون الدولي. وما قيمة قرارات مجلس الأمن الدولي، خاصة القرار رقم 2286 (2016)، المؤكدة على ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني وحماية حقوق الأطفال في النزاعات المسلحة. وما جدوى تقارير منظمات حقوق الإنسان الدولية، ضمنها “هيومن رايتس ووتش”، المؤكدة على أن استهداف البنية التحتية المدنية، بما يشمل المنازل والملاجئ، يُعد انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، ويجب أن يُدان ويُلاحق مرتكبوه قضائيًا. والحال أن كل الأدلة تؤكد وقوع جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.
وما أهمية ميثاق الأمم المتحدة الداعي لتحمل مسؤوليات المجتمع الدولي الأخلاقية والإنسانية، بالتدخل الفوري لوقف العدوان، وتوفير المساعدات الإنسانية، وحماية الأطفال والمدنيين من الموت والتشريد. مع ضرورة تفعيل آليات المساءلة الدولية، من خلال ملاحقة المسؤولين عن هذه الجرائم أمام المحكمة الجنائية الدولية. وذلك ضمانا لتحقيق العدالة، والحد من الإفلات من العقاب.
التعليقات مغلقة.