أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

زلزال المغرب في الميزان

أصوات: زلزال الحوز

اهتزت الأرض في جبل الأطلس الكبير الموجود في المغرب قريبا من مراكش، فرجت قلوب المغاربة ورقت نفوس بقية البشر، فاجعة انضافت إليها كارثة ليبيا، وكلتا الفاجعتان فاجأتا آلاف الأرواح وسحقتا آلاف النفوس.

 

تضحية غير مألوفة في جبال الأطلس وعند ساكنتها تضاف إلى عدد من الكوارث شهدها تاريخ شمال إفريقيا وضحى ساكنة المغرب والجزائر وتونس وليبيا بالغالي والنفيس للمحافظة على البقاء وصيانة الكيان الإنساني للاسمرار في البقاء والتمتع بالحياة الكريمة.

شملت الكوارث، عبر التاريخ المديد لشعوبنا، زلازل وبراكين وسيول وأوبئة وحروب وأعاصير وانقطاع الامطار وهيجان البحار.

ولقد شاهد البعض منا عددا من هذه الأحداث، وتعاملنا معها، وشهد أجدادنا ما لم نشاهده ولا أدل على حسن تعاملهم مع تلك الأحداث الجسيمة إلا وجودنا واستمرار الحياة في أراضينا.

ولقد تمت إدارة هذه الكوارث في غابر الأزمان قبل أن يتبادر إلى أذهان الأجداد مسبب واحد يعاقبهم على أفعالهم الرامية إلى تحسين ظروفهم المعاشية والتأقلم مع محيطاتهم.

وعلى الرغم من ركوب ذوي اللحايا والمتفقهين وأنصاف العلماء موج التبريرات والتفسيرات: من العقاب الإلهي والإرادة السماوية إلى كثرة ذنوب البشر وفظاعتها، هب المغاربة إلى النجدة والعمل من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، وتعبا إخوانهم المهاجرين لتضميد الجروح ودفن الموتى وإيواء المشردين ومواساة المتضررين وعدم الاكتراث بالمسببات التي يتفنن فيها المتكلمون والكسلاء (إد بوتميميت).

ألم المتضررين من الكوارث الطبيعية ومن الحروب والحماقات الإنسانية يشعر بحزنها كثير من الناس في العالم ويزهو بها مرضى النفوس وأعداء البشرية.

من الطبيعي أن يتعاطف الناس في جميع أنحاء العالم مع المغرب وليبيا ومع كل البلدان التي تعرض أهلها ويتعرضون إلى الفواجع، وليس هذا فقط، بل يود كثير منهم الالتحاق بأماكن وقوع الكارثة لتقديم يد المساعدة ومواساة المتضررين، لا خوفا ولا طمعا.

أماكن الكوارث، كما يعلم الجميع، محدودة ولا تستدعي الإغاثة الترحيب بكل من عنده الرغبة في المشاركة في الإنقاذ.

إن المجتمعات الحديثة لديها حسابات للمحافظة على أمنها ومصالحها وسمعتها بين المجتمعات الأخرى والمغرب ليس استثناء.

أمام هذه الفاجعة، هل تماطل المغاربة في تقديم ما استطاعوا  الجود به لإنقاذ أهاليهم في الحوز؟ كلا، إنهم هبوا أيضا إلى تارودانت وضواحيها في سوس، كل شبر متضرر وصلت إله أيادي المغاربة فرادى وجماعات والتحقت بهم عناصر مؤسسات الدولة، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، وفاقد الشيء لا يعطيه.

إنه من الاستحالة بما كان إنقاذ جميع الضحايا تحت الأنقاض حتى لو أنهم جميعا تواجدوا في ذلك المسجد الوحيد الذي بنوه بالأسمنت وبقي واقفا، ويتساءل المرء، هل جدرانه أحب إلى الله من حياة البشر؟ ومن ذا الذي يلجه للعبادة إذا توفي الجميع، هل تفطن المتفقهون إلى الحكمة في ذلك؟

نعم لقد زلزلت الأرض في المغرب وأدى ذلك إلى كارثة في الأرواح البشرية والحيوانية وأسباب المعيشة والبنيان كما فعل طوفان ليبيا بالأرواح والبنيان وأسباب المعيشة، لكن يد الشعوب وإصرارها على المضي قدما نحو الرقي والازدهار لا تقهر.

نعم ظواهر التخلف بينة ومعروفة ولا ينكرها أحد في كل الدول النامية ولا توجد دولة في العالم لم يتم انتقادها من قبل العالم في تعامها مع الاحداث الجسيمة مثل الكوارث بما في ذلك الدول المتقدمة.

لم تسلم تركيا، التي يدعون أنها تملك تكنولوجيا حديثة للتعرف على الأحياء تحت الأنقاض، من الانتقاد.

التعليقات مغلقة.