أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

زلزال المغرب وقيم التضامن الإنساني

عبد الواحد بلقصري / باحث في علم الاجتماع السياسي

في بحثنا عن بعض الحكم في عالمنا العربي حول روح التعاون والتسامح نجد بعض  الحكم تقول:

الحكمة الأولى: النوع الإنساني لا يتم وجوده إلا بالإنسان

الحكمة الثانية: اجتماع السواعد يبني الوطن واجتماع القلوب يخفف المحن

الحكمة الثالثة: الجبل لا يحتاج إلى جبل لكن الإنسان يحتاج إلى الإنسان 

 

 

يعيش العالم اليوم إحدى أهم مظاهر الإنسانية في تاريخ هذا القرن من خلال الحدث الذي يتابع أطواره العالم بأسره، إنه حادثة زلزال المغرب الذي أصبح القضية الأولى في العالم اليوم بفضل القنوات العالمية التي نقلت الحدث.

 

هذا الحدث الذي عرف تضامنا لجميع أبناء الإنسانية جمعاء ونحن نكتب هاته النبشات نتمنى من الله العلي القدير أن يرحم جميع الموتى وان يرزق ذويهم الصبر والسلوان.

 

هذا الحدث بين للعالم أن الجنسية أصبحت بدون معنى.

 

هذا الحدث اثبت للعالم أن القيم الإنسانية هي قيم مركزية لدى البشرية ليس لها حدود.

 

هذا الحدث أكد لنا أنه بالرغم من هيمنة الجماعات الضاغطة والرأسمالية المتوحشة لدى صانعي القرار السياسي العالمي بواسطة سياساتهم الجهنمية فإنه وبلغة جميع الأديان السماوية أن القيم الإنسانية هي القوة الضاربة في هذا العالم المعولم، على الرغم من أنهم لم يتعضوا من وراء تبعات جائحة كورونا، إلا أن هدا الحدث استطاع في رقم قياسي أن يثبت لهم أنه لا معنى لعولمة اقتصادية بدون قيم التضامن والتسامح.

 

هذا الحدث أكد للعالم من خلال صور التضامن العالمي مع الدواوير والقرى التي زلزلت أن أنسنة العولمة أصبحت إحدى المطالب الملحة التي يجب أن تصبح مكسبا للإنسانية.

 

وأثارت هاته القيم التضامنية دلالات متعددة:

 

الدلالة الأولى:

 

أننا نحن المغاربة أصبح لدينا شعور مشترك بحجم المعاناة التي يعاني منها كل منا وأن قيم التضامن والتسامح والإنصاف والإنسانية توجد في رحم جميع أبناء هذا الشعب العظيم.

 

الدلالة الثانية:

 

أنه بالرغم من الحروب الطائفية والنزاعات الإقليمية والدولية إلا أن الإنسانية هي شيء رباني تولد مع الإنسان وتبقى داخله ويزداد حجمها كلما ازدادت معاناتنا من ويلات حروبنا وأزماتنا.

 

الدلالة الثالثة:

 

أن مغربنا الحبيب بفضل مكانته الإقليمية والدولية التي رسختها مبادرته الإنسانية ومشاركاته في أغلب البعثات الدولية ذات الطابع الإنساني وتضامنه مع جميع شعوب الكون في محنه وكوارثه، كل هذا ولد شعورا إيجابيا لدى شعوب العالم اتجاه شعب المغرب الأبي.

 

الدلالة الرابعة:

 

أن لغة التضامن والإنسانية هي لغة واحدة للجميع فنانين ورياضيين وإعلاميين وسياسيين ومثقفين ومهنيين ….

 

الدلالة الخامسة:

 

أن المحن هي من يصنع التاريخ، وأن هاته الكارثة  استطاعت أن توحد العالم، ومن شأنها أن تؤثر في مسار العلاقات الدولية والاشتراطات السياسية للمؤسسات المالية المانحة، وأقصد صندوق النقد الدولي والبنك العالمي والمنظمات الدولية الإنسانية.

التعليقات مغلقة.