أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

زيارة

الشاعر الفلسطيني الاستاذ جواد يونس

بمناسبة ذكرى المولد النبوي، قصيدة الشاعر الفلسطيني الأستاذ جواد يونس

إِنْ لَمْ أَزُرْكَ بِصَحْوي جِئْتَ في حُلُمي *** وَكَمْ نَزورُ أَحِبّاءً بِلا قَدَمِ!
وَلي بُراقٌ مِنَ الْأَشْواقِ حَلَّقَ بي *** وَحَطَّ بي، يا رَسولَ اللهِ، في الْحَرَمِ
جِوارُ أَحْمَدَ خَيْرٌ مِنْ جِوارِ أَخٍ *** وَمِنْ جِوارِ كِرامِ الْعُرْبِ وَالْعَجَمِ
أُشْرِبْتُ حُبَّ رَسولِ اللهِ مِنْ صِغَري *** فِدا فِلَسْطينَ وَالْمَسْرى نَذَرْتُ دَمي
وَلَسْتُ أَنْكُثُ عَهْدًا قَدْ وَفَيْتُ بِهِ *** ما كانَ نَكْثُ عُهودِ اللهِ مِنْ شِيَمي
لكِنْ ذُنوبي بِقَلْبي أَحْدَثَتْ نُكَتًا *** أَعودُ لِلذَّنْبِ بَعْدَ التَّوْبِ وَالْقَسَمِ
جَلَّتْ ذُنوبُ الَّذي الرَّحمنُ فَقَّهَهُ *** في دينِ طهَ وَإِنْ كانَتْ مِنَ اللَّمَمِ
لَوْ كُنْتُ أَشْكُرُ مَنْ أَعْلى مَنازِلَنا *** لَما كَفَرْتُ – بِعِصْياني – بِذي النِّعَمِ
أَلومُ نَفْسي وَما نَفْعُ الْمَلامَةِ؟! هَلْ *** سَيَنْفَعُ الْعَبْدَ طولُ اللَّوْمِ وَالنَّدَمِ؟!
=======
يا مَنْ شَفاعَتُهُ تُرْجى، وَذا أَمَلي *** وَذا يَقيني وَلَمْ أَمْزِجْهُ بِالْوَهَمِ
هَلْ لي إِلى ظِلِّ عَرْشِ اللهِ مِنْ نَفَقٍ؟! *** لَكَمْ أَتوقُ بِيَوْمِ الْحَشْرِ لِلنَّسَمِ!
هَلْ لي إِلى كَوْثَرِ الْمُخْتارِ مِنْ سُبُلٍ؟! *** هَلّا رَسَمْتَ لِيَ الْمِنْهاجَ، يا قَلَمي!
خَطَّ الْيَراعُ عَلى الْقِرْطاسِ حِكْمَتَهُ: *** طِيبُ الصَّلاةِ عَلى الْمُخْتارِ عِطْرُ فَمي
نَهْجُ ابْنِ آمِنَةَ الهادي الْأَنامَ إِلى *** جَنّاتِ عَدْنٍ بِنورٍ كاشِفِ الظُّلَمِ
اللهُ نورُ السَّمواتِ الْعُلى وَلَهُ *** في الْأَرْضِ يَسْجُدُ كُلُّ النَّجْمِ وَالنَّعَمِ
========
هُوَ الْيَتيمُ الَّذي أَغْناهُ خالِقُهُ *** بِالْوَحْيِ عَمّا بِأَيْدي النّاسِ مِنْ نِعَمِ
لا مالَ يُعْلي بِيَوْمٍ ذِكْرَ صاحِبِهِ *** كَمِثْلِ دينٍ قَويمٍ شاحِذِ الْهِمَمِ
هُوَ الْعَظيمُ الَّذي في الْقَرْيَتَيْنِ لَهُ *** رَجا الْأَكابِرُ أَنْ يُمْسوا مِنَ الْخَدَمِ
لَوْلا سَماحَتُهُ دُكَّتْ مَنازِلُهُمْ *** وَالْأَخْشَبانِ، عَلَيْهِمْ، أَطْبَقا كَفَمِ
لكِنَّما رَحْمَةً لِلْعالَمينَ عَلا *** مِنْهُ التَّسامُحُ فَوْقَ الْحُزْنِ وَالْأَلَمِ
نالَ الشَّفاعَةَ دونَ الْأَنْبِياءِ لِما *** أَبْداهُ مِنْ حِلْمِهِ وَالصَّفْحِ وَالْكَرَمِ
بِالْعَفْوِ عَمَّنْ أَرادوا قَتْلَهُ مُنِحَتْ *** لَهُ فَصارَ الْأُلى مِنْ خِيرَةِ الْأُمَمِ
وَسَيِّدُ الثَّقَلَيْنِ الْمُصْطَفى طُبِعَتْ *** فيهِ السَّماحَةُ وَالْإِخْلاصُ كَالسِّيَمِ
بِالْعُرْفِ يَأْمُرُ … وَالْإِصْلاحُ مَنْهَجُهُ *** إِنَّ الْعَظيمَ الَّذي يَدْعو إِلى الْقِيَمِ
=========
يا سَيِّدي، الذَّنْبُ أَعْماني فَخُذْ بِيَدي *** عَلى الصِّراطِ إِلى الْجَنّاتِ … ذا عَشَمي
أَخافُ أَهْوي بِذَنْبي في الْجَحيمِ وَأَنْ *** أَصْلى لَظى ولَهيبَ النّارِ وَالْحُمَمِ
هَلْ لي بِشَرْبَةِ ماءٍ مِنْ يَدَيْكَ، فَما *** في اللهِ شَكٌّ وَلا في الْقَلْبِ مِنْ سَقَمِ!
(آمَنْتُ بِاللهِ رَبًّا لا شَريكَ لَهُ) *** مَنْ أَنْشَأَ الكَونَ مِن إطلالَةِ العَدَمِ
البحرين، 17.8.2014   جواد يونس
مزيدة: دورا/الخليل، 5.7.2015
منقحة: الظهران، 30.10.2020

التعليقات مغلقة.