أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

ساهمو في بناء دور للثقافة، ساهموا في بناء العقول ساهموا في بناء بيوت تربي أجيالكم.

في استراتيجية غريبة لا نعلم هل تنم عن تجاهل أو عن جهل، نتساءل حول غياب دور للثقافة والمكتبات العمومية بمدينة سلا خاصة تلك الأحياء التي اقل ما يمكن أن نقوله عنها هو كونها مهمشة، و أكثر مايميز هذه المناطق هو أن المساحات الفارغة اما يطولها النسيان للتتحول الى مطرح للنفايات أو تتحول بعد جهاد الساكنة وتضامنهم الى مساجد، حيث انتشرت بيوت الله التي لا يبخل المواطنون في بنائها طلبا منهم للأجر والثواب.
وما يجعلنا نتساءل هل الأجر والثواب تم حصره في بناء المساجد فقط، في حين أن الباحث في التاريخ الاسلامي سيجد أن الوقف وما تم تشييده على بعد سنين خلت شمل مجالات عدة كان أهمها المدارس التي تعنى بتنوير العقول، فبالعقل نصل الى العبادة وليس بالبنايات الفخمة، حيث تجد مساجد تبنى بالملايين ان لم نقل الملايير لكن لا تجد من يلجها لأن الجهل مطبق، فكيف نفسر ظواهر التشرميل وانتشار الفساد و البعد عن كل ماهو اخلاقي.
هي سلوكيات بديلة نتيجة لغياب اعمال العقل وذلك لأن عدوى العلم غائبة كليا في احياء المدينة ولا يستعمر أزقتها إلا “المشرملين” ففي كل درب يضطر ذلك المتعلم لأن ينكمش لأنه يمثل الأقلية والسبب ليس في كون هذه الفئة قليلة ولكن لأن مجال المدينة بمكوناته يعطي انطباعا بان لا مكان للمتعلمين فيها، فحين يغيب العلم وتغيب الثقافة ودورها ومعاهد الفنون الجميلة، كيف يمكن أن تقنع الساكنة بأن سلا هي للجميع. هو استعمار ضمني للجهل وعنف رمزي تعيشه الفئات المتعلمة وتتحمل المسؤولية فيه.
فحتى المجتمع المدني السلاوي في غالبيته مجتمع متكاسل مستسلم للضغوطات وفي بعض الأحيان انتهازي، فهل سلا ليست باهل لدور ثقافة ودور شباب ومعاهد فنية ترقى بذوق شبابها؟ فبدلا من افراغ السلاويين طاقاتهم في ما لا ينفعهم هم يستحقون متنفسا يقيهم الوقوع في شرك الجريمة والمخدرات.
ولترتقي سلا بابنائها،نتمنى أن يستفيق المسؤولون عن الشأن السلاوي ويتداركوا هذا الخصاص اللامفهوم في هذا الجانب وعلى المجتمع المدني والسلاويين ان يستوعبوا أن طلب العلم عبادة أيضا وأن الرسول عليه الصلاة والسلام أكد على طلب العلم، و أن العلماء كرمهم الله في كتابه العزيز. لذلك فالغلو في بناء المساجد مقابل ندرة او انعدام دور طلب العلم هو جهل بمقاصد الشريعة، وأن لم تقم وزارة الثقافة والقيمين على سلا بدورهم في الشأن الثقافي فنتمنى من السلاويين ان يتضامنوا كما هو الشأن في بناء المساجد.
فجميل أن ننادي في الناس ساهمو في بناء بيت الله ولكن الأجمل أن ننادي أيضا، ساهموا في بناء عقول تعرف الله.

التعليقات مغلقة.