سباق التسلح النووي تسع دول في الواجهة ومصير العالم في كف عفريث!!!
محمد عيدني
أزمات دولية لا تزداد إلا اتقاد واشتعالا، وسط لهيب يهز أركان الاستقرار العالمي، واحتكاك روسي غربي أطلسي على الأرض الأوكرانية قد يكون الشرارة، وسباق محموم نحو المزيد من إنتاج وتطوير أسلحة الذمار الشامل، خاصة النووية منها، وتسع دول في واجهة السباق تنفق ما يقارب 158 ألف دولار كل دقيقة لتطوير أسلحة الموت، واستمرار الجنس البشري مهدد أمام اتساع العصبيات وتوسع صراع المصالح القاتل للإنسان والحياة.
عدد الرؤوس النووية المعدة للقتل في ارتفاع مستمر وميزانيات ضخمة ترصد في مقابل موت بطيء يهدد المعمور جوعا وفقرا في ظل عدم التوزيع العادل للثروات، فيما 86 رأسا حربيا مهيأة للإطلاق في أية لحظة، وهو ما يعني الموت والذمار.
مشاهد الموت والذمار لا زالت ماثلة آلامها في “هيروشيما” و”ناكازاكي” بعد التهور الأمريكي لحسم المعركة من خلال هجوم نووي شنته الولايات المتحدة ضد الإمبراطورية اليابانية نهاية الحرب العالمية الثانية في أغسطس 1945، بعد رفض اليابان الاستسلام بالكامل دون قيد أو شرط، وهو ما خلف آلاف القتلى والمشوهين مع تدمير للحياة كلها، لم يسلم منها لا الشجر ولا حتى الحجر.
وتشير الحصيلة التقديرية للوفيات المسجلة إلى أن القصف أسفر عن مقتل نحو 140 ألف شخص من بين سكان هيروشيما البالغ عددهم 350 ألفا، وقد قُتل أيضا 47 ألفا على الأقل في ناكازاكي.
أرقام صادمة تعكس ماذا تعد مجموعة من الدول من صور الموت المتحركة التي تنتظر الضغط على الزر فقط، مع المعاناة المستمرة نتيجة التسمم الإشعاعي والصدمات النفسية.
“تيروكو” إحدى الناجيات من “هيروشيما” لم تعد تتذكر سوى الموت والذمار
“تيروكو” إحدى اليابانيات الناجيات من مجزرة “هيروشيما”، كان عمرها حينها لا يتعدى الخامسة عشرة.
وقتها كانت “تيروكو” في الصف الثاني بمدرسة التمريض التابعة لمستشفى الصليب الأحمر ب”هيروشيما”، بعد سقوط القنبلة، اندلعت النيران في سكن الطلبة بالمستشفى، حاولت “تيروكو” المساعدة في إخماد الحريق، غير أن العديد من زملائها الطلبة لقوا حتفهم.
من هول المآسي التي مرت عليها لم تعد تتذكر سوى عملها ليل نهار في معالجة المصابين بجروح بليغة، فيما لم يكن لديها، هي وآخرون، سوى القليل من الماء دون طعام.
عالم اليوم عالم متحرك قاتل
عالم اليوم أخطر من عالم الأمس، توزع السلاح القاتل في اتجاهات عدة، وتضخمت أدوات الموت المتحركة لدى عدة بلدان، كل ذلك في خضم توثرات جيوسياسية متزايدة، قد تفجر الوضع الكوني وتنهيه في أية لحظة، والاحتكاك الروسي الغربي الأمريكي على الأرض الأوكرانية ماثل، وتهديد “بوتين” بتحريك الأسلحة الاستراتيجية وجعلها على أهبة الاستعمال يعكس مدى الخطورة القائمة، أو لهيب الموت الذي يوجد عليه عالم اليوم.
معهد “ستوكهولم” يحذر من كون العالم على أعتاب مرحلة “خطيرة”
حذر “معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري)”، اليوم الاثنين، من أن العالم على أعتاب “مرحلة خطيرة”، حيث أبرز أن العدد التقديري للرؤوس الحربية في المخزونات العسكرية المعدة للاستخدام ارتفع بمقدار 86 إلى 9576 رأسا حربيا.
واعترف المعهد أن العالم ينجرف “إلى واحدة من أخطر الفترات في تاريخ البشرية”، مطالبا دول العالم ب”تهدئة التوترات الجيوسياسية وإبطاء سباقات التسلح والتعامل مع العواقب المتفاقمة للانهيار البيئي والانتشار المتزايد للجوع في العالم”.
وتبقى روسيا والولايات المتحدة من أكبر مالكي أسلحة الموت المتحركة، بحوالي 90% من جميع الأسلحة النووية.
أشار المعهد إلى تسجيل زيادة في عدد الرؤوس الحربية النووية الصينية والتي ارتفعت من 350 إلى 410.
نفس المنحى سارت عليه كل من “الهند”، “باكستان” و”كوريا الشمالية” حيث زادت تلك الدول من حجم ترسانتها النووية.
إنفاق جنوني على الأسلحة النووية
في شأن هذا الإنفاق قالت “الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية”، ومقرها بمدينة “جنيف” السويسرية، في تقرير لعام 2022، نشر اليوم الاثنين، إن الدول التسع المسلحة نوويا أنفقت 82.9 مليار دولار، لتحديث ترساناتها النووية وتوسيعها العام الماضي.
وأضافت المنظمة أنّ مبلغ 82.9 مليار دولار الذي أُنفق ذلك العام يوازي صرف 157 ألفا و664 دولارا في الدقيقة.
وفي هذا الباب فقد أنفقت “الولايات المتحدة” مبلغ 43.7 مليار دولار منفردة، أي أكثر من نصف إنفاق بقية الدول المسلحة نوويا مجتمعة، فيما أنفقت “بكين” 11.7 مليار دولار، أي بزيادة بحوالي 6% مقارنة مع العام 2021، في حين أنفقت “روسيا” مبلغ 9.6 مليار دولار، أي بزيادة بحوالي 6% أيضا، الهند أنفقت 2.7 مليار دولار، بينما خصصت المملكة المتحدة مبلغ 6.8 مليار دولار، أي بزيادة 11%.
التعليقات مغلقة.