انتهت عملية فرار لسجين مسجل لدى إدارة السجون الأمريكية ب”المجرم الخطير”، والذي غادر أسوار السجن، لتبقى قصة خروجه لغزا محيرا للمحققين الأمريكيين، لتصل فصولها إلى اكتشاف قصة عشق دارت فصولها بالسجن، الذي احتضن قصة عاشق مفترض وعاشقة، ليعود العاشق من جديد إلى السجن ومعه المعشوقة التي ضحت بكل شيء، ولم تفز بأي شيء في عالم العشق المفتوح على كافة الأسرار.
هذا كانت الفصول الرومانسية التي ولدت في أحد السجون الأمريكية لتقع حارسة السجن في عشق مسجل خطر، ويكبر العشق لديها ليعبر الأسوار بمساعدة العشيقة ويتوارى المعشوق عن الأنظار لفترة طويلة، وتبقى فصول فراره من السجن غامضة على الرغم من الحراسة المشددة التي يخضع لها باعتباره مجرما خطيرا، في 29 أبريل من السنة الجارية.
وبعد فصول من الحيرة والمطاردة، أعلنت الشرطة الأمريكية أنها ألقت القبض في ولاية “إنديانا” على “المجرم الخطير”، حيث قال الشريف، ريك سينغلتون، للصحافيين إنّ “كايسي وايت موجود مجدّداً في حالة احتجاز”.
كيف حصلت عملية الفرار من السجن المراقب بشدة؟
الشريف “ريك” اختصر المشهد وقال: إن الحارسة في السجن “فيكي وايت” تشتبه السلطات بأنّها ساعدت السجين على الفرار، والتي توارت هي الأخرى عن الأنظار، قبل أن يتم إيقافها بدورها، لكنّها أصيبت بجروح خلال عملية التوقيف.
الرأي العام الأمريكي المتعطش لهذا النمط من الأفلام الرومانسية الواقعية تابع باهتمام كبير الوقائع وتساءل عن كيفية حصول هذا المشهد، خاصة بعد أن زف الشريف “ريك” أن مشهد الهروب رائع ورومانسي ويستحق المتابعة، وأنه لا يقل إثارة عن “تيطانيك” وباقي الأفلام الرومانسية الهوليودية.
فما الذي جرى من خلف أسوار السجن؟
لم ينتبه أحد لفصول إحدى روايات “روميو وجولييت” التي تنسج من داخل أسوار السجن، قصة رومانسية بكل التفاصيل عاشها السجن، والحراس لم يلاحظوا نموها ولحظة شبابها وقوتها، علاقة جمعت شخصين تربطهما علاقة اسم عائلي لا علاقة له بالنسب أو القرابة، ولكن اتسع ليلف قلبين ويربطهما في مشهد رومانسي قل نظيره في زمن الماديات والسلع المعروضة، لم تحل الفروق في نمو هذا العشق بين مجرم مسجل “خطر جدا” يدعى “وايت”، يبلغ من العمر 38 سنة، وامرأة رقيقة آمنت بالعشق لغة وقدرا وعمقا إنسانيا ممتدا بدون تفكير في التفاصيل المحيطة، وهي الموظفة المثالية التي لا تحوم شكوك حول إخلاصها المهني، البالغة من العمر 56، بل أنها محط تقدير وثناء من رؤسائها، لذلك لم تحم الأفكار ولا الهواجس حول حصول تقارب أو مودة بينها وبين “وايت”.
كيف حصلت عملية إنقاذ المعشوق بكل تلك الحرفية والدقة، هل هو تخطيط قلب ورغبة في الحياة، أم أشياء أخرى؟
من طريقة الهروب بدا واضحا أنها درست بعناية، وصيغت فصول تنفيذها بحرفية عالية، بل أن أدق التفاصيل لم تترك للصدفة، ضف إلى ذلك أن هاته العملية فاجأت الجميع لدقة تفاصيلها وحبكة علامات التنفيذ، فلم يخطر ببال أحد وجوب الحذر من “وايت” ذات التاريخ المهني النظيف، والسلوك الانضباطي المثالي، وهو ما يشهد عليه سجلها المهني بإدارة سجن مدينة “فلورنس” الصغيرة في ولاية ألاباما الواقعة جنوب الولايات المتحدة.
لتتحول تلك الصورة الجميلة لموظفة مثالية كما وصفها قائد الشرطة في المنطقة حين وصفها بأنها نموذج “الموظف النموذجي“، و التي اعتبرها المدعي العام في المقاطعة “الشخص الأكثر أهلاً للثقة في السجن”، هي التي كانت تشرف من قبل شرطة مقاطعة “لودرديل” على عمليات نقل السجناء، إلى أكثر المطلوبين المطاردين في الولايات المتحدة.
السؤال المحير وفق هاته الصفات التي أعطيت ل “فيكي” كيف انكسرت المرآة فجأة؟
عندما حضرت فيكي إلى سجن فلورنس صباح الجمعة لتسلم “كايسي وايت” اصطنعت وهي القديسة في السجن، أنه سيخضع لتقييم نفسي في المحكمة، والمفاجأة أن الأمر مدروس إذ كانت تنتظرها سيارة مركونة في موقف للسيارات بمركز تسوق قريب، اشترتها هي نفسها استعدادا لبدأ عنوان قصة رومانسية مع المعشوق الحبيب، وللفرار بالمعشوق إلى بيت العشق الأكبر.
كاميرا مراقبة السجن لم توحي بوجود أدنى مؤامرة ولا تعاون بين العشيقين من خلال الملامح فهي تمسك له باب سيارة الشرطة، لكنّها لا توجه إليه أية نظرة، والأمر يستمر حتى لحظة إدخاله سيارة الشرطة مكبّل اليدين والقدمين. لتغلق الباب بهدوء وحذر ولتنطلق بالسيارة بُعيد الساعة 9,30 صباحاً، لم ينتبه أحد للأمر إلا حوالي الثالثة والنصف من بعد الظهر.
التعليقات مغلقة.