أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

سرطان البروستات العدو رقم 1 للرجال..

إعداد مبارك أجروض

البروستاتا هي غدة صغيرة الحجم على شكل الجوز عند الرجال تُنتِج السائل المنوي (وليس المني) الذي يُغذِّي وينقل الحيوانات المنوية. سرطان يحدث في البروستاتا، ويُعَدُّ سرطان البروستاتا أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين الرجال. وعادةً ما ينمو هذا السرطان ببطء شديد ويقتصر في البداية على غدة البروستاتا، حيث قد لا تُسبِّب أضرارًا جسيمة، في حين أن بعض أنواع سرطان البروستاتا تنمو ببطء وقد تحتاج إلى حد ضئيل من العلاج أو قد لا تحاجه، هناك أنواع أخرى عدوانية ويمكن أن تنتشر بسرعة.

تؤكد الدراسات أن عدد الرجال الذين يموتون بسبب سرطان البروستات يقترب من عدد النساء اللواتي يتوفين من جراء سرطان الثدي، فما هو هذا المرض وما مدى تأثيره على الرجال في النواحي الصحية والجنسية.

* سرطان البروستات مرض بطيء النمو

إن سرطان البروستات هو نوع من السرطان يصيب الرجال عندما تتكون خلايا غير طبيعية في البروستات، ويمكن لهذه الخلايا أن تستمر في التضاعف بطريقة لا يمكن السيطرة عليها، وأحياناً تنتشر من خارج غدة البروستات إلى أجزاء قريبة أو بعيدة من الجسم. وهو سرطان يعتبر بشكل عام مرض بطيء النمو، ومعظم الرجال المصابين بسرطان البروستات منخفض الدرجة يعيشون لسنوات عديدة من دون أعراض، ومن دون أن ينتشر المرض ويشكل خطراً على الحياة. غير أن المرض في درجته المرتفعة ينتشر بسرعة ويكون قاتلاً.

* غدة البروستات

البروستات هي غدة صغيرة تقع أسفل المثانة قرب المستقيم، وتحيط بمجرى البول، وهو الممر الموجود داخل القضيب الذي من خلاله يمر البول والسائل المنوي. وغدة البروستات هي جزء من الجهاز التناسلي عند الرجل، وهي تفرز معظم السوائل التي منها يتشكل السائل المنوي الذي يغذي المني. وتحتاج البروستات إلى الهرمون الذكوري التوستسترون لكي تكبر وتنمو. وتوصف البروستات أنها بحجم حبة الجوز ومن الطبيعي أن تكبر مع تقدم الرجال في السن، وقد يشكل ذلك في بعض الأحيان مشاكل، مثل صعوبة التبوّل. وهذه المشاكل شائعة عند الرجال المسنين، وتضخمها لا يعني إصابة الرجل بالسرطان بالضرورة.

* أعراض وعوامل الإصابة بسرطان البروستات

في المراحل الأولى للمرض قد لا تكون هناك أعراض واضحة، لكن مع تقدم مراحل سرطان البروستات تظهر أعراض مبكرة مثل:
ـ شعور متكرر أو مفاجئ بالحاجة للتبول، وبعض الألم عند التبول، ووجود دم في البول أو السائل المنوي، وألم في أسفل الظهر أو أعلى الفخذين أو الوركين، ومع ذلك هذا الأعراض لا تعني إصابة مؤكدة بالمرض، ولذلك يجب استشارة طبيب مختص.

ـ أهم العوامل ذات الصلة الأكبر بتطور سرطان البروستات، فيأتي في مقدمتها العمر إذ أن احتمال الإصابة به تزداد مع تقدم العمر، فخطر الإصابة بسرطان البروستات بحلول سن الخامسة والسبعين هو 1 من بين كل 7 رجال.

ـ يزداد هذا الخطر بحلول سن الخامسة والثمانين إلى 1 من بين كل 5 رجال. وهناك عامل الوراثة، فإذا كان للرجل قريب من الدرجة الأولى مصاب بسرطان البروستات، فإن احتمال إصابته به أكبر من الرجال الذين ليس لديهم سوابق عائلية كهذه.

ـ يزداد هذا الخطر أيضاً إذا كان لدى الرجل أكثر من قريب ذكر مصاب بسرطان البروستات، كما ترتفع المخاطر أيضاً عند الرجال الذين جرى تشخيص سرطان البروستات لدى أقربائهم في سن مبكر.

* العوامل الجينية لسرطان البروستات

تلعب العوامل الجينية دورا كبير في الإصابة بسرطان البروستات، فالجينات موجودة في كل خلية من الجسم، وهي تتحكم بالطريقة التي تنمو فيها الخلايا في الجسموبالتالي فإن التغييرات في الجينات قد تزيد من خطر انتقال سرطان البروستات من الوالد إلى الطفل، ورغم عدم إمكانية وراثة سرطان البروستات، إلا أنه يمكن وراثة الجينات التي تزيد من خطر الإصابة به. وهناك أيضا عامل الغذاء، فبعض الدراسات أوضحت أن تناول الكثير من اللحوم المصنّعة أو الأطعمة الغنية بالدهون قد يزيد من خطر الإصابة بالسرطان، ناهيك عن نمط الحياة إذا أظهرت بعض الدراسة أن البيئة والنمط المعيشي قد يؤثران على خطر الإصابة بسرطان البروستات. فعلى سبيل المثال، قارة آسيا لديها أقل نسبة من سرطان البروستات، ولكن عندما يهاجر رجل من بلد آسيوي إلى بلد غربي يزداد خطر إصابته بسرطان البروستات.

* تشخيص سرطان البروستات

في العادة يجري الطبيب فحص الدم وأو يقوم بفحص جسدي للكشف عن صحة غدة البروستات، فتُظهر النتيجة ما إذا كان هنالك زيادة في هذا البروتين المحدد. وحسب النتيجة قد تحتاج للمزيد من الفحوصات من قبل اختصاصي. والارتفاع في معدل المستضد النوعي للبروستات لا يعني بالضرورة وجود سرطان، فأمراض البروستات الأخرى غير السرطان قد تسبب أيضاً ارتفاعاً في معدل المستضد النوعي للبروستات.

وهناك الفحص الشرجي الإصبعي للتحقق من حجم البروستات وتقييم ما إذا كان هناك أية أمور غير طبيعية. ولكن النتيجة الطبيعية للفحص لا تستبعد وجود سرطان البروستات. وإذا أظهرت الفحوصات أن هناك احتمال التعرض لخطر الإصابة بسرطان البروستات فإن الخطوة التالية هي أخذ خزعة صغيرة من أنسجة البروستات، والتي يمكن من خلالها إجراء تشخيص أكيد لسرطان البروستات. ويجري عادة أخذ الخزعة كإجراء للمرضى، وسيصف الطبيب بعدها على الأرجح المضادات الحيوية لتقليل خطر الالتهاب. ويتم إرسال الأنسجة إلى المختبر لتحديد ما إذا كانت الخلايا خبيثة (سرطانية) أو حميدة (غير سرطانية).

* تقليل خطر الإصابة بسرطان البروستات

لحد الساعة لا توجد أدلة علمية مؤكدة على وجود عوامل وقائية تمنع الإصابة بسرطان البروستات، وما هناك هو ما يحسن من الصحة وربما ما يقلل خطر الإصابة، ويأتي في مقدمة تلك العوامل تناول وجبات غذائية صحية، وفقا لقاعدة تقول “هو جيد للقلب هو جيد للبروستات”. وأيضا تقول بعض الدراسات أن ممارسة الأنشطة الرياضية والجسدية بانتظام قد تساهم في التخفيف من أمراض السرطان بشكل عام، لذلك يفضل أن يمارس الرجال الرياضة لمدة 30 دقيقة في اليوم.

وأخيرا، تجدر الإشارة إلى أنه يعيش 89% من الرجال المصابين بسرطان البروستات لمدّة 5 أعوام على الأقل، في حين أن 63% منهم يعيشون لمدّة 10 أعوام أو أكثر، لأن سرطان البروستات مرض بطيء النمو، تُعزى وفاة الكثير من الرجال المصابين بسرطان البروستات لأسباب أخرى. تُشير الدلائل أيضاً إلى أن العديد من المرضى يكتشفون إصابتهم بسرطان البروستات في مرحلة قابلة للشفاء بسبب التزامهم بإجراء الفحص السنوي.

التعليقات مغلقة.