سلا: الإهمال يخنق المساحات الخضراء بتلوث بصري وبيئي يثير استياء السكان
جريدة أصوات
أصوات من الرباط
تشهد مدينة سلا تدهورا بيئيا مقلقا في العديد من فضاءاتها الخضراء، التي كان من المفترض أن تضفي لمسة جمالية على نسيجها الحضري. فبفعل الإهمال المتواصل، تحولت هذه المساحات إلى مصادر للتلوث البصري والبيئي، مما يثير استياء متزايدا لدى السكان. ويعد مشهد تدهور المساحات الخضراء، خاصة حديقة باب شعفة، دليلا صارخا على فشل السياسات المحلية في تدبير مشاريع التهيئة والصيانة، بالرغم من رصد اعتمادات مالية كبيرة لها.
على الرغم من الأهمية الكبيرة لهذه المساحات في التخفيف من الضغط الحضري وتحسين جودة الحياة، إلا أنها تُركت دون صيانة أو متابعة، لتتحول إلى مكبات للأزبال، والحشائش العشوائية، ومخلفات البناء. هذا المشهد العبثي لا يتناسب مع مدينة يفترض أنها في طور التحول الحضري والتنمية المستدامة.
ويستغرب متتبعو الشأن المحلي كيف أن مشاريع التهيئة التي خصصت لها أغلفة مالية ضخمة، وبعضها تم تمريره في إطار صفقات عمومية، لم تسفر عن نتائج ملموسة على أرض الواقع. بل على العكس، أصبحت العديد من المساحات الخضراء تشكل عبئاً على المدينة، بعد أن تحولت إلى نقاط سوداء، ومأوى للمشردين، وفضاءات خطرة تشهد سرقات واعتداءات، بدلا من أن تكون متنفساً عمومياً وواجهة جمالية للمدينة.
وقد عبر عدد من سكان مقاطعتي المريسة وتابريكت عن استيائهم من غياب رؤية واضحة لتدبير الشأن البيئي محلياً. واعتبروا أن الجهات المنتخبة تركز فقط على “الإنجازات الفيسبوكية” دون مواكبة ميدانية أو مراقبة لمآل هذه المشاريع. وطالبوا بضرورة إخضاع برامج التهيئة لمراقبة حقيقية من طرف مفتشيات وزارة الداخلية والمجالس الجهوية للحسابات، للوقوف على مدى احترام دفاتر التحملات.
وفي الوقت الذي يعاني فيه الشريط الساحلي لسيدي موسى من التلوث بالنفايات الصلبة والأزبال، تعيش المساحات الخضراء وسط المدينة، خاصة تلك المحاذية للأحياء السكنية، حالة من التدهور المزمن. فقد أصبحت مرتعاً للحيوانات الضالة والأنشطة المشبوهة، مما يطرح علامات استفهام حول غياب الإرادة الحقيقية للنهوض بهذه الفضاءات الحيوية.
التعليقات مغلقة.