أصوات من الرباط
أثارت المبادرة التي أقدم عليها مجلس جماعة سلا، عبر تنظيم ندوة صحفية أمس لتقديم مهرجان فن الشارع “حيطان”، الكثير من التساؤلات والاستغراب، في وقت تعاني فيه المدينة من تحديات تنموية حقيقية تتعلق بالبنية التحتية والخدمات الاجتماعية.
ركزت الندوة، التي أقيمت بمقر الجماعة، على ترويج المشروع الثقافي والفني الجديد، مبررة ذلك بأنه محاولة لإضفاء الجمالية على الفضاء الحضري وتشجيع الإبداع بين الشباب. إلا أن ذلك لم يحظَ بتوافق الجميع، حيث اعتبر العديد من المتابعين أن المجلس الجماعي يوجه اهتمامه نحو تزيين الجدران على حساب معالجة المشكلات الأساسية التي تؤرق سكان المدينة.
وتشمل هذه المشكلات تردي حالة الطرق، ضعف خدمات النقل العام، نقص الإنارة، غياب المرافق الرياضية، وندرة الأنشطة الاجتماعية الموجهة للشباب، خاصة فئة الهشاوت التي تعاني من قلة الفرص، وهو ما يعكس تركيز المجلس على الأعمال الشكلية على حساب المشاريع التنموية الملموسة.
وفي تعليقه على المبادرة، أكد رئيس المجلس، عمر السنتيسي، أن برنامج “حيطان” يأتي ضمن الرؤية الثقافية والتوجهات المستقبلية للجماعة، بهدف تحسين الصورة العامة للمدينة وتحفيز الإبداع الفني بين الساكنة، مشيراً إلى أن المشروع يندرج ضمن خطة 2025، من دون أن يقدم أي مؤشرات واضحة عن المشاريع الأساسية الموعودة أو الحلول العملية للأزمات التنموية الحالية.
وفي غياب رؤية واضحة لمعالجة التحديات الحقيقية، يظل السؤال قائماً: لماذا تفضل الجماعة تزيين الحيطان بدل إصلاح الطرق وتحسين جودة حياة المواطنين؟ وهنا يتضح أن الأولوية لا تزال لخطوات شكليّة، بينما تبقى الحاجة ملحة لمشاريع تنموية تلامس حياة الناس بشكل مباشر وتعيد لهم الثقة في جهود الجماعة.
التعليقات مغلقة.