أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

سلا: تقديم أمسية روحانية في فن الملحون بمناسبة شهر رمضان المبارك

محمد حميمداني

في إطار برنامجها الثقافي والفني لشهر رمضان، أحيت جمعيتا ادريس بن المامون للبحث والإبداع في فن الملحون، ومؤسسة سلا للثقافة والفنون، حفلا تراثيا في فن الملحون، وذلك يومه الجمعة 16 رمضان، الموافق ل 7 أبريل الحالي، بالمركب الثقافي سعيد حجي، بسلا.

 

 

الحفل عرف تقديم عدة عروض في فن الملحون ضمنها قصيدة “ليك هادي تمجادي”، وهي من نظم “أحمد العوني”، وإنشاد الفنان “عبد الهادي بنغانم”، وقصيدة “الحجة أو الشوقية”، وهي من نظم “عبد الهادي بناني” وإنشاد الفنان “عبد الخالق توفيق”، ثم قصيدة “اللهم صلي على الحبيب المحبوب الثاقي”، وهي من نظم “المكي بنعلي”، وأداء نجمة الأمسية الفنانة “عائشة الدكالي”، وكان ختامها مسك، عبر قصيدة جديدة قدمت لأول مرة تحمل عنوان “المغرب حافظوا ربي”، وهي من نظم “سعيد العياشي” وإنشاد “محمد سامي العياشي”.

وهكذا فقد أطرب هذا الحضور الكبير الذي ملأ فضاء المركب الثقافي “سعيد حجي”، الفنان “عبد الهادي بنغانم” بقصيدة “ليك هادي تمجادي”، وهي من نظم الشيخ “أحمد العوني”، نقلتنا إلى عوالم الموسيقى الروحية نبضا وأداء ومضمونا راقيا يتغنى بالرسول الأكرم وبشمائله البهية ومواقفة الإسلامية العظيمة التي مكنته من نشر الدعوة وامتداداها جغرافيا لكل بقاع الكون.

تقول مقاطعها:    ليك هاد تمجادي                      يا المصطفى يات تاج المرسلين طه محمد

                           نار حبك فكنادي                        كيف يهنا قلب مهما اتشوف لركاب اتكود

سلا / تابريكت إحياء أمسية ملحونية رمضانية مفعمة بالإيمان والحضور
سلا / تابريكت إحياء أمسية ملحونية رمضانية مفعمة بالإيمان والحضور

وفي نفس الأمسية الرمضانية أتحف الحفل الفنان “عبد الخالق توفيق”، بقصيدة في مدح الرسول “الشوقية أو الحجة”، وهي من نظم  “عبد الهادي بناني”.

ومما جاء فيها:             زاوكنا فحماك جود يا محمد يا طه           يا بحر التعظيم والفضل يا رسول الله

                               هاض عليا وحش الرسول            ذات لفراق فتها              هاني بين الثلج ولظى

أما القصيدة الثالثة والتي ألهبت الحفل، وتفاعل معها الجمهور بشكل كبير، أكد بالملموس أن الفن التراثي لا زال بخير، رغم كل أشكال المنافسة من الأغنيات الشبابية وغيرها، وحالة الانحسار الناتج عن غياب المساندة المطلوبة للحفاظ عليه كتراث مرسخ، وكجزء من الذاكرة، وهي تحمل عنوان “اللهم صلي على الحبيب المحجوب الثاقي”، وقد أنشدتها بعمق وروح قويين وباقتدار وبتفاعل قوي مع الجمهور، الفنانة “عائشة الدكالي”، وهي من نظم “المكي بنعلي”.

تقول القصيدة:          نبدا باسم الكريم سبحان الحي الباقي                واسم الله ساب لمن سبقو

                             سبحانو خالق الخلايق نعم الخلاق                                  من نورو فحسن لخلوق خلقو

سلا / تابريكت إحياء أمسية ملحونية رمضانية مفعمة بالإيمان والحضور
سلا / تابريكت إحياء أمسية ملحونية رمضانية مفعمة بالإيمان والحضور

وكان ختام مسك هاته الأمسية العطرة الفيحاء بالنغم والروح الربانية في شهر الله العظيم الذي قال فيه الحق وعلا “كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به”، صدق رب العزة، بقصيدة “المغرب حافظوا ربي”، والتي أداها الفنان “محمد سامي العياشي، ، وهي من نظم “سعيد العياشي”، على قياس “الحرم يا رسول الله”، وهي قصيدة جديدة تؤدى لأول مرة، تتغنى بمآثر المغرب الفيحاء وتنوع أصول الغارسة جذورها في رحم التاريخ إلى يومنا هذا، وبإنجازات أسود الأطلس في مونديال قطر 2022.

ومما جاء في أثيرها        المغرب حافظو ربي           المغرب ساترو ربي            بجاه النبي العربي

                              المغرب في حما ربي              ومن سجد وعبد ربي                      المغرب حافظو ربي

                             رفعتو راسنا فالعالم                فقطر وجميع الأمم                          أسود رافعين العلم

                             وكشفو المخبي                    بالنية ختمو الكلام                           المغرب حافظو ربي

وعلى هامش هذا اللقاء الروحاني الرباني المبارك في حمولتة الروحية في هذا الشهر الفضيل، إلى اللمسة الإيمانية التي حملتها القصائد التي تم إلقاؤها خلال الأمسية، والتي تشع عبقا وعمقا ساميا، مذكرا بقيم النبل والسمو والعلو التي رسخها خالق الكون، ورسول هاته الأمة المباركة.

سلا / تابريكت إحياء أمسية ملحونية رمضانية مفعمة بالإيمان والحضور
سلا / تابريكت إحياء أمسية ملحونية رمضانية مفعمة بالإيمان والحضور

صرحت الفنانة، النجمة التي ألهبت قاعة العروض بالمركب الثقافي “سعيد حجي” المنشدة في فن الملحون “عائشة الدكالي”، رئيسة المجموعة النسائية العيساوية لفن الملحون بالمغرب، قصيدة براقية ذات وصلة عيساوية، اأن الهدف من القصيدة هو تبليغ رسالة إيمانية عظيمة.

حيث قالت تربيت في أسرة عيساوية، الوالد منشد ملحون، وكان مقدم الطائفة العيساوية، واقعيا الملحون يعاني كثيرا في سلا، فجمعية واحدة هي التي تهتم بهذا التراث الوطني الراقي والسامي، مطالبة الوزارة الوصية من أجل تقديم الدعم لهذا الموروث الأصيل، الذي يعاني في صمن. 

 

وفيما يتعلق بجديدها التراثي، قالت “عائشة الداكالي” أن الجمهور سيكون مع مفاجأن ميلاد مجموعة نسوية للتراث في قالب جديد، تشتغل على العديد من القضايا والفنون التراثية، إلا أنها بصيغة المؤنث دائما، سترى النور وستحمل الجديد.

سلا / تابريكت إحياء أمسية ملحونية رمضانية مفعمة بالإيمان والحضور
سلا / تابريكت إحياء أمسية ملحونية رمضانية مفعمة بالإيمان والحضور

أما “عزيز هيلالي”، الكاتب العام لمؤسسة سلا للثقافة والفنون، فقال: إن هاته الأمسية حملت لوحة ملحونية مغربية خالصة تؤكد أن الملحون فن تراتي أصيل يتفاعل مع قضايا المجتمع والناس واهتماماتهم، سواء كانت مرتبطة بالجانب الروحي أو الديني، أو الوطني أوالمجتمعي …، كما عشناه مع قصيدة “المغرب حافظوا ربي”، التي تتغني بأبطال المغرب وما حققوه في قطر 2022، والذي أكد على قدرة أبناء المغرب وشعب المغرب، وبأننا أمام شعب عظيم.

الملحمة الملحونية تحمل قيما إيجابية لكل النسيج الأسروي المغربي بالارتباط بالخالق، بالسلوك، باللمة التي كانت تحافظ عليها الأسر، بنسيج جامع داعم متفاعل، الفن التراثي المغربي لا زال له مكانة كبير على الساحة الفنية، له جمهوره الكبير والمتفاعلون معه من كل الأعمار.

الملحون يحتاج أكثر من العمل الجمعوي، الكل مطالب بالحفاظ على هذا التراث، ودعمه، فالفن التراثي لا زال قائما ونعتز بكل شيء يحمله، لكن الفن الاصيل يظل دائما له جمهوره وعشاقه وهو ما يمده بالحياة والاستمرارية.

وقدم “عزيز هيلالي”، نائب رئيس جهة الرباط سلا القنيطرة، دعوة للجميع من وزارة وصية وحكومة وكل مذبري الشأن العام، لدعم خطوة جعل الملحون كتراث لا مادي عالمي، مبرزا أن المجلس اتحذ خطوات لدعم ترشيح المغرب والملحون ليصبح تراثا إنسانيا معترف به أمميا.

وأضاف نحتاج الى تفاعل الجميع من أجل الحفاظ على فن الملحون، كرصيد لامادي ونطمح أن يتم اعتبار هذا الفن تراثا عالميا إنسانيا، والمجلس يدعم هذا الترشيح، يجب تكاثف جهود الجميع ليحيا هذا التراث ويوصل رسائله، لإعادة الاعتبار إليه، وإزالة ما طاله من إهمال، حفاظا على الثقافة المغربية الغنية المتوهجة.

وأوضح أن ملف اعتبار الملحون تراثا إنسانيا عالميا قد تم إيداعه، وهو متقدم بشكل جيد ويبشر بالوصول لتحقيق النتيجة المرجوة، على الرغم من إيماننا به كتراث وفن مغربي أصيل يجب إعادة الاعتبار إليه، وتجاوز حالة الإهمال التي عاشها من خلال جهد الجميع والاستفادة من التنوع الذي يشمل التراث المغربي للرقي بالدوق الفني والحسي خاصة لدى الشباب.

التعليقات مغلقة.