سلا على حافة الخطر: شباب يهددون أمن الطريق وعيون الحموشي ترصد المخاطر
بقلم: الأستاذ عيدني محمد
تعيش مدينة سلا في الأشهر الأخيرة على إيقاع ظاهرة تثير الرعب والقلق بين صفوف سكانها، خاصة بعد تصاعد حالات التهور والانفلات في سياقة الدراجات النارية والدراجات ذات العجلات الثلاثة. هذه الظاهرة، التي تتفاقم نتيجة تهاون بعض الشباب وعدم احترامهم لقوانين السير، أصبحت تشكل تهديداً حقيقياً للأمن العام وسلامة المواطنين. وفي قلب هذا المشهد، تتواصل الحملات الأمنية المشددة بقيادة رجال الحموشي، الذين يسعون لضبط هذه الظاهرة وإعادة الانضباط إلى شوارع المدينة.
تفاصيل الظاهرة وأسبابها:
تنطلق ظاهرة التهور في سياقة الدراجات النارية من عدة أسباب، منها:
عدم الالتزام بالقوانين: كثير من الشباب يستخدمون دراجات ذات محرك يفوق الحد القانوني المسموح به في المغرب، مما يزيد من خطورة حركتهم.
البحث عن الإثارة والتميز: كثير من هؤلاء الشباب يختارون الاستعراض والتحدي للطوانين، مما يعرض سلامتهم وسلامة الآخرين للخطر.
نقص التوعية: ضعف حملات التوعية على مخاطر التهور في السياقة، بالإضافة إلى قلة وجود برامج تثقيفية تهتم بالتربية على احترام القانون.
ضعف الرقابة: تعدد النقاط التي يفلت منها بعض السائقين المتهورين، خاصة في فترات الليل والأماكن التي ينشط فيها استعمال الدراجات بشكل غير قانوني.
المخاطر والتأثيرات:
لا يقتصر الضرر على السائق المتهور فحسب، بل يشمل جميع مستخدمي الطريق، حيث ازدادت حالات الحوادث، التي غالباً ما تكون ذات نتائج وخيمة، من وفيات وإصابات خطيرة. وسلا، كمدينة ذات كثافة سكانية عالية، أصبحت هذه الظاهرة تهدد الأمن والاستقرار، خاصة مع تزايد رصد حالات التهور في المناطق الرئيسة مثل حي مولاي عمر، وسيدي ناجي، والطرقات الرئيسية.
وفي سياق متصل، أشار شهود عيان وسكان إلى تزايد مخاوفهم من تصرفات بعض الشباب الذين يعرضون حياتهم وحياة الآخرين للخطر، خاصة مع استعمال دراجات ذات محرك يفوق الحد القانوني، مما يتطلب تدخلات حاسمة من طرف الجهات المختصة.
الجهود الأمنية وردود الفعل:
لم تقتصر الحملات الأمنية على ملاحقة المخالفين فحسب، بل تجاوزت ذلك إلى حملات توعية وتثقيفية تهدف إلى تغيير سلوكيات الشباب وإيضاح مخاطر التهور في القيادة. وتؤكد مصادر مطلعة أن رجال الحموشي، وبتعليمات قوية من القيادة، يشنون عمليات مكثفة على مدار الساعة لضبط المخالفين، وإحكام الرقابة على مستودعات بيع القطع التي تستعمل في تعديل الدراجات، وتقنين استيراد وتداول الدراجات غير القانونية.
وفي نفس السياق، دعا خبراء السلامة المرورية إلى ضرورة تعزيز برامج التوعية في المدارس والأحياء، وتوفير فضاءات آمنة للشباب لممارسة أنشطتهم الرياضية والترفيهية، بهدف الحد من لجوئهم إلى هذا النوع من السياقة المتهورة.
ختام وتوصيات:
إن ظاهرة التهور في سياقة الدراجات، خاصة في ظل غياب الوعي والضبط، تحتاج إلى استنفار شامل من جميع الفاعلين. فهي لا تمس فقط سلامة الأفراد، بل تهدد أمن المدينة وتنعكس على جودة حياة المواطنين. من هنا، يتعين على السلطات، والمجتمع المدني، وأولياء الأمور، تكثيف الجهود والعمل سوياً على وضع استراتيجية ناجعة للحد من هذه الظاهرة، تعزز من ثقافة احترام القانون، وتربي في نفوس الشباب قيمة السلامة والأمان.
وفي النهاية، يبقى حل هذه الظاهرة رهين وعي المجتمع، وتعاون الجميع، لإعادة سلا إلى سكة السلامة والأمان، قبل أن يستعر الوضع ويصبح لا يطاق.
التعليقات مغلقة.