الشيخ العيون الكوشي، إمام وخطيب بمسجد “الأندلس” في حي أناسي بمدينة الدار البيضاء، ولد بمدينة آسفي بالمغرب سنة 1967م.
بدأ مسار حفظ القرآن الكريم في سن الرابعة ونصف، وفي سن التاسعة أتم حفظ كتاب الله.. يقول الشيخ : حفظت القرآن على يد شيخي الذي هو صهري، كان هو من أخذني وأنا لا زلت صغيرا لا يتجاوز عمري آنذاك أربع سنوات ونصف إلى المحل الذي كان يمارس به مهنته كخياط تقليدي، وبهذا المكان أشرف على تحفيظي القرآن كاملا مع تلقيني دروس التجويد.
كانت أول مشاركة لي في مباراة وطنية سنة 1979، وأول مشاركة دولية كانت بالكويت سنة 1981، ثم بعد ذلك بالمملكة السعودية سنة 1986، وسنة 1990 بتونس في مباراة خاصة بالمغرب العربي.
كان لا يوجد بإقليم آسفي قارئا للقرآن، فكنت أستدعى في كل المناسبات المحلية لأفتتح الأنشطة، استمر هذا الحال إلى حدود 1985 حيث كان لي موعد مع أول بادرة من طرف المسؤولين عن عمالة مدينة آسفي، والطلب كان هو إمامتي لصلاة التراويح بالمسجد الأعظم للمدينة.
وفي سنة 1992 اتصل بي بعض الإخوة بمدينة الدار البيضاء وكانوا أصدقاء لي تعرفوا علي في بعض المناسبات، وتلبية لطلبهم بدأت إمامة الناس في صلاة التراويح بداية بمسجد ”الهدى” جميلة 7، بعمالة سيدي عثمان، وكنت أتنقل لهذا الغرض لمدينة الدار البيضاء فقط خلال شهر رمضان ثم أعود لمكان إقامتي بآسفي. وفي سنة 1996 جاءني طلب ثان ملح بشدة للإمامة بمسجد ”السلام” بحي الأسرة، بعين الشق، قضيت به سنتين، ثم بعد ذلك جاء طلب من المركز الإسلامي بمدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية وكان ذلك سنة 2000، وفي سنة 2001 بمسجد ”آل سعود” بحي مبروكة، بسيدي عثمان، ثم جاءتني دعوة من مسجد ”الخليل” ببروكسيل لمدة أربع سنوات، حتى يسر الله لي أخيرا الاستقرار بهذا المسجد، مسجد الأندلس بحي أناسي، وقد كانت رغبة المحسن الذي بنى هذا المسجد في أن يكون طاقمه من إمام وخطيب ومؤذن.. في المستوى الذي يمنح للمسجد الإقبال المطلوب، فكان أن اتصل بي بعض معارفي ممن كانت لهم صلة بهذا المحسن، فجئت المسجد مع بداية تشييده وكان ذلك في أواخر شهر رمضان لسنة 2005.
سجلت المسيرة القرآنية سنة 1993 وجاء ذلك عن طريق امتحان خاضه تقريبا 30 أو 40 قارئا من المغرب، وهو اختبار من طرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، يجتاز على طريق مشايخ وأساتذة في المجال، ولا يبقى من هذا العدد إلا ثلاثة قراء، يسجل لكل واحد منهم حزبين في الإذاعة، ثم تؤخذ التسجيلات للديوان الملكي، وهناك تختار القراءة التي ستبث في المسيرة القرآنية الرمضانية بالقناة الأولى.
سجلت المصحف كاملا برواية ورش بدولة مصر الشقيقة، بحضور مشايخ من الأزهر، وعلى رأسهم الدكتور “أحمد عيسى معصراوي” وهو شيخ عموم المقاريء المصرية، كما أنه هو الذي يصحح المصحف، وكان ذلك بطلب من شركة تسجيلات ”حنين” السعودية، وقد أصرت الشركة على أن يكون التسجيل بمصر، وأن يكون بحضور مشايخ من الأزهر، حتى يكون المصحف معتمدا بصفة رسمية، وهو ما اعتمد فعلا من طرف الأزهر.
فكان بذلك أول مصحف برواية ورش لقارئ مغربي، بدأ تسجيله من 2002 إلى 2004 لقد استغرق تسجيله ثلاث سنوات، وصححه 22 شيخا، و طلبت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تسجيل المصحف بأكمله على الأشرطة العادية والليزر، بتسجيل شركة ”إيناس” بمدينة الدار البيضاء بعين السبع.
التعليقات مغلقة.