أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

سلوك طائش ومنفرد، أم رؤية مستقبلية ؟؟

بقلم : محمود سلامة

فجأة تلقينا صفعة من يد مسؤول ترابي يفترض فيه أن يكون على قدر كبير من الحنكة و اللباقة و حسن المعاملة خاصة في اللقاءات والاجتماعات التي تعرفها الأقاليم الجنوبية، التي تشهد تحولات عميقة ومهمة لصالح المغرب في قضية وحدته الترابية.

واقعة إهانة منتخب يمثل جزء من ساكنة جهة الداخلة_وادي الذهب و دفعه من طرف والي الجهة أمام أنظار وزير التربية و التعليم و أنظار العالم، على هامش اللقاء التنسيقي الجهوي لتنزيل مقتضيات القانون الإطار 51.17 تجعلنا نتساءل، أولا  عن طبيعة المعاملة و أسلوب الخطاب داخل المكاتب المغلقة بين المنتخب والمسؤول الترابي .

ثانيا هذا السلوك يجعلنا جميعا نضع أيدينا على قلوبنا ونتخوف على كل النجاحات الدبلوماسية التي حققها المغرب طيلة السنوات الأخيرة، وخاصة بعد أحداث الكركرات، وصولا إلى الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء .

نتخوف من أن يجني مثل هذا التصرف الأرعن على مخطط الحكم الذاتي كمبادرة جادة وذات مصداقية لتسوية ملف الصحراء، إذ كيف يستقيم أن تتم إهانة من يفترض فيهم أنهم المخاطب باسم الصحراويين، وفي الآن نفسه ندعو ساكنة المخيمات إلى العودة لوطنهم والالتفاف حول المبادرة المغربية؟ كيف سنقنع العالم أن الصحراء لن تشهد ردة حقوقية خطيرة بمجرد تسوية ملف الصحراء وأن ما حدث هو مجرد تصرف طائش ومنفرد يستوجب العقاب في حق من يحن إلى سنوات الرصاص؟ .

إن واقعة إهانة ممثل الشعب، من طرف والي الجهة تستدعي استنفارا عاما داخل أروقة وزارة الداخلية، وإعادة النظر في المسؤولين الذين يتم إرسالهم إلى الصحراء، ونهج المقاربة المعتمدة على تقريب الإدارة من المواطن، وتخليق المرفق العمومي، وتطهير المنطقة من بقايا عهد البصري، ومعاقبة كل المتطاولين على القانون أو المتجاوزين لاختصاصاتهم ولحدود اللباقة الواجبة في من يمثل الدولة .

لاأريد أن أقول أن هناك من لديهم رغبة في عدم حلحلة قضية الصحراء، لأنهم كثر، و قد ألفوا الاغتناء من هذا الوضع ( اللاحرب/اللاسلم )، وقد حولوا هذا المشكل إلى بقرة حلوب، وفزاعة في مواجهة الدولة لتحقيق مكاسبهم و تحصينها، وفي هذا الأمر يتساوى من هم داخل الصحراء ومن هم في الرباط وما جاورهما، لكن مثل هذه التصرفات تزيد من رغبة و إصرار هؤلاء المنتفعين من الوضع القائم على بقاءه كما هو، مخافة أن يتحسسوا رؤوسهم بعد أن يطوى هذا الملف .

 

التعليقات مغلقة.