ج بوهني
قرر ممرضات وممرضو الإنعاش والتخدير بالمركز الاستشفائي الإقليمي بسيدي إفني الدخول في اعتصام مفتوح إلى حين توفير طبيب التخدير والإنعاش الذي غاب عن المستشفى لما يقارب أربعة أسابيع ، ويعد هذا الغياب تهديدا صريحا لحياة العشرات المرضى المطالبين بإجراء عمليات جراحية مستعجلة ، خاصة ممن لم تتوفر لهم الإمكانات المادية للتنقل إلى المصحات الخاصة بأكادير او مراكش ، وأن ما يفوق 20 عملية جراحية معلقة لقرابة أربعة أسابيع بالمستشفى الإقليمي لسيدي إفني بدعوى غياب الطبيب المختص في التخدير “بناج” .
وتشير مصادر جريدة «أصوات» أن مصالح المديرية الجهوية للصحة بكلميم واد نون مصرة على تجاهل نداءات وشكايات الأطر التمريضية بسيدي إفني ، التي لا يمكنها تحمل المسؤولية لوحدها دون طبيب التخدير والإنعاش حسب القانون المنظم لمهنة التمريض 43.13 ، وتعامل المدير الجهوي للصحة بآذان صماء مع المطالب العادلة والمشروعة للممرضات والممرضين بالمركز الاستشفائي الإقليمي لسيدي افني ، وذلك لإنقاذ الموقف والتعجيل بتعيين طبيب مختص في التخدير ، سبق وأن عُين ، حسب مصادر مسؤولة لجريدة أصوات ، بسيدي إفني ليتم الإبقاء عليه بالمستشفى الجهوي بكلميم واد نون ، رغم التعيين .
نفس المصادر تفيد أن طبيب جديد مختص في التخدير والإنعاش بالمستشفى الجهوي المذكور ، لضمان إجراء العمليات الجراحية المعلقة منها ما يقتضي الطابع الاستعجالي ، في الوقت الذي يواجه المندوب الإقليمي للصحة بسيدي إفني في الأيام القليلة القادمة احتجاجات ستجعله في موقف حرج ، غالبا ما كان صريحا مع الممرضات والممرضين ، وذلك بتصدير المشكل لرؤسائه بالمديرية الجهوية بكلميم واد نون ، كونه ينتظر منها إعادة الطبيب المختص في التخدير والانعاش الذي سبق تعيينه بسيدي إفني أو تعيين طبيب جديد .
وفي سياق متصل اكتشفت جريدة أصوات من خلال تصريحات متطابقة لمجموعة من الممرضين والممرضات المعتصمين بالمركز الاستشفائي الإقليمي بسيدي إفني أن العمل في هذه الظروف بسبب غياب المسؤول القانوني على التخدير والإنعاش من شأنها أن تهدد حياة المرضى والصحة النفسية لفئة ممرضي التخدير والإنعاش ، بل وتعرضهم للمتابعات القضائية نتيجة لذلك ، بالإضافة إلى تأجيج الخلاف والمشاحنات بين الطاقم الصحي للمركب الجراحي .
هذا وطالبوا المحتجين مدير المركز الاستشفائي الجهوي المذكور ، بالتدخل العاجل لحل هذا المشكل الذي يؤرق هذه الفئة من الممرضين ، كما وجدت الأطر الطبية العاملة بالمركب الجراحي نفسها عاجزة عن القيام بمهمتها في غياب وجود طبيب التخدير الذي تتوقف عليه كل العمليات ، ووفق مصادر موثوقة للجريدة ، فإن العمليات الجراحية المبرمجة بقيت معلقة إلى وقت غير معروف ، وإلى حين إيجاد حل لهذا المشكل الناتج عن افتقاد المستشفى لطبيب التخدير ، مع العلم بأن قسم الجراحة ( le Bloc) التابع للمستشفى الإقليمي بسيدي إفني يقوم بإجراء ما بين 10 إلى 15 عملية جراحية في الشهر. وهو ما يعني أن صحة المرضى الذين ينتظرون دورهم في إجراء العمليات الجراحية أصبحت في خطر وأن معاناتهم مع أحوالهم الصحية المتدهورة ستزداد استفحالا خاصة وأن هؤلاء المرضى ينحدرون من الطبقات الهشة يصعب عليهم متابعة علاجاتهم بالمصحات الطبية الخاصة .
والغريب في الأمر هو أن المسؤولين بالمديرية الجهوية للصحة العمومية بجهة كلميم واد نون ولمعالجة الخصاص الذي تركه طبيب التخدير والإنعاش ، يبحثون عن حلول ترقيعية قد تكون لها مخاطر كبيرة على حياة المرضى المقبلين على الدخول لغرف العمليات إجراء العمليات الجراحية ، وذلك بتكليف ممرضي التخدير والإنعاش للقيام بهذه المهمة ، علما بأن التكوين الذي تلقوه بالمراكز لا يخول لهم مزاولة مهمة التخدير في العمليات الجراحية التي تبقى مهام طبية صرفة ، وأن النظام الأساسي المنظم لمهام الأطر الصحية لا يشير إلى مزاولة ممرضي التخدير لمثل هذه المهام ، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول مدى اهتمام المسؤولين عن قطاع الصحة بالإقليم والجهة بسلامة وصحة المواطنين و بتوفير الحماية الإدارية والقانونية للأطر الصحية والتمريضية العاملة بالقطاع حسب تخصصاتها وتكوينها .
[…] لقراءة الخبر من المصدر […]