أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

سيدي قاسم : تذمر الساكنة من صمت المسؤولين عن معاناتهم .

محمد حميمداني

 

معاناة كبيرة لساكنة جماعة سيدي الكامل ، عمالة إقليم سيدي قاسم ، مع فيضانات نهر “رضم” الذي غمر المنطقة و أثر على أرزاقهم ، فيما المسؤولون نائمون عن متابعة هاته المعاناة التراجيدية .

تعيش ساكنة جماعة سيدي الكامل ، معاناة سيزيفية كلما حل فصل الشتاء نتيجة الفيضانات التي تحول ممتلكاتهم إلى بحيرة تغطي 400 هكتار من الأراضي ، “الناس كيطلبو الشتا و حنا كنطلبو باراكا علينا من الشتا” يقول أحد المتضررين ، وضع لم يجد معه الساكنة من مخرج سوى الدعاء ، و التماس تدخل الدوائر العليا لوضع حد لهاته المعاناة التراجيدية ، كما قال أحد المواطنين “في وقت الصيف كيقطعوا علينا الماء ، و في فصل الشتاء كيطلقوا علينا الماء ” .

يحدث هذا و المسؤولون صائمون عن تتبع هاته المعاناة التي لا تنتهي إلا لتبدأ مع هطول أمطار الرحمة ، “لا نصيف إلا مرة واحدة ، أو مرتين كل 10 سنوات ، … هاذ الواد دايما خارج علينا” كما أكد آخر ، و المسؤولون لا يعيرون أدنى اهتمام لمعاناة هؤلاء السكان و لا صلة لهم بمشاكلهم ، كما صرح هؤلاء المواطنون “المسؤولون لا يسألون عنا ، و ليس لهم غرض بهاته الساكنة” ، فالمياه غطت مساحات شاسعة من الأراضي ، بل وصلت حد “عتبة الباب” كما قال مواطن آخر .

المواطنون عبروا عن تذمرهم الشديد من هاته اللامبالاة تجاه هاته المعاناة ، مطالبين المسؤولين إيجاد حل لمشكلهم “نقول للمسؤولين اتقوا الله فينا ، فنحن متضررين جدا” ، و الضرر يطال هؤلاء السكان في فترات الجفاف كما في فترات هطول الامطار “جا الجفاف كيأثر علينا ، جات الشتا كتأثر علينا” .

حجم الأضرار المسجلة كبير ، و لا أحد من المسؤولين اقترب من جراح هؤلاء المتضررين و معاناتهم “5 أيام و لا مسؤول طل علينا ، معولين على الله و على كتافنا ، انتوما طليتو (يقصد جريدة اصداء) الله يرحم الوالدين” ، كما عبروا عن تذمرهم من المنتخبين الذين لا يعرفون المواطنين إلا في لحظة الإدلاء بالأصوات فقط “لا مسؤول طل علينا ، في الانتخابات كيعرضو عليك كيولي خوك … بعدما يقضي حاجتو حتى السلام ما يقولهاش ليك”.

معاناة تعكس عمق الجراح التي يكتوي بنارها هؤلاء المتضررون المكتوون بنار الأزمة في ظل واقعة كورونا ، و ضياع الرزق الذي طال حتى المواشي و الأبقار لتزيدهم أزمة على نار الأزمة الاصلية أمام غلاء سعر “البالة” من التبن و الذي يتراوح ما بين 50 و 60 درهم للواحدة ، إن وجدت ، و هي لا تكفي لأي شيء ، “كيف يمكن أن نغذي ماشيتنا الله غالب ، ما كاين غير الله ، ما كاين والو” قالها أحد المتضررين بحرقة و ألم شديدين ، لأن المراعي غمرتها المياه المتدفقة ، و حتى بعد انحسار الأمطار فإنها لا تجد لها متنفسا للتصريف ، معتبرين أن سد الوحدة هو السبب الأصلي في كل هاته المشاكل “منين دار سد الوحدة دار باش يجهز لينا 100 هكتار في منطقة الغرب ، ماشي دار باش يفرغ غير فهاد البلاد ، الخطاب ديال جلالة الملك الحسن الثاني الله يرحمو قال غادي نبنيو سد الوحدة و نجهزوا 100 ألف هكتار ، السد تبنا و منطقة الغرب لم يجهز فيها أي هكتار، هاد البلاد خاصها تكون سقوية ماشي بورية” .

و طالب المتضررون المسؤولين بإيجاد حلول لهاته المعاناة المستمرة و ذلك بحفر المجرى حتى يتسع و يضمن وصول المياه إلى نهر سبو فالمحيط الأطلسي ، بدل انحصارها في أراضيهم حتى شهر أبريل مما يعني ضياع الموسم الفلاحي ، كما طالبوا كل الجهات المعنية بمساعدتهم من أجل التخفيف من معاناتهم القاسية . 

و للإشارة فبعد إعدادنا لهذا التقرير وصل عامل صاحب الجلالة على إقليم سيدي قاسم رفقة وفد رسمي للإطلاع ميدانيا على الوضع و معاينة حجم الأضرار الملحقة بالساكنة في مجموعة من النقط السوداء .       

 

 

التعليقات مغلقة.