محمد حميمداني
في أول خروج إعلامي منذ اعتقاله قبل 10 أعوام ، أشار “سيف الإسلام القذافي” إلى إمكانية عودته إلى الحياة السياسية في ليبيا .
و في هذا المشهد المصور ، المعروض لأول مرة ، ظهر “سيف الإسلام” بملامح متغيرة بشكل كبير عن الشكل الذي كان عليه إبان حكم والده الراحل “معمر القذافي” .
و كانت مجموعة مسلحة قد اعترضت موكبا صغيرا ، قرب مدينة “أوباري” الليبية ، متجها إلى النيجر ، و ضمن الموكب وجدوا شابا أصلعا تغطي الضمادات يده اليمني ، ليكتشفوا حينها أن الأمر يتعلق ب “سيف الإسلام القذافي” ، ليأخذوه رهينة ، حتى سنة 2012 ، حيث أطلقوا سراحه بعد الأحداث التي عاشتها ليبيا في تلك الفترة ، و لا يعرف أحد مكان تواجده بالضبط ، وفق ما أوردته مجلة “نيويورك تايمز” ، و التي نقلت عنه إمكانية عودته للمشاركة في الحياة السياسية في ليبيا .
و بحسب معد التقرير فإن إجراء الحوار مع “سيف الإسلام” استغرق عامين و نصف العام ، و أنه خلالها تواصل معه عدة مرات عبر الهاتف ، لكنه لم يكن واثقا من أن محاوره هو “سيف الإسلام” .
و أضاف أنه في شهر مايو الماضي اتجه إلى الجنوب الغربي ، نحو جبل “نفوسة” ، دون أن تعترضهم أية نقطة تفتيش ، حيث قال “بعد ساعتين تقريبا ، صعدنا ببطء وسط قمم بنية داكنة حتى وصلنا إلى هضبة “الزنتان” ، وعلى أطراف إحدى القرى ، أوقف “سالم” (السائق) السيارة و طلب مني أنا و المصور الذي يرافقني ، “جهاد نجا” ، الانتظار” .
أثناء اللقاء قال “سيف الإسلام” إنه حر الحركة و يرتب لعودته إلى الساحة السياسية في بلاده ، وفق ما نقله الصحفي الأمريكي “روبرت وورث” في تقرير مطول نشر بصحيفة “نيويورك تايمز” .
ضمن هذا التقرير نقل الصحافي عن “سيف الإسلام” قوله إن “المقاتلين الذين اعتقلوه قبل عشر سنوات قد تحرروا من وهم الثورة و أدركوا في نهاية المطاف أنه قد يكون حليفا قويا لهم” ، مضيفا “ارتسمت على وجهه ابتسامة و هو يصف تحوله من أسير إلى أمير منتظر ، و قال : “هل لك أن تتخيل ؟ الرجال الذين كانوا حراسي هم الآن أصدقائي” .
التقرير وقف لحظات حول تبدل وجه “سيف الإسلام” حيث قال إن “ملامحه بدت أكبر سنا و كست وجهه لحيةٌ طويلةٌ غزاها الشيب . كان إبهام يده اليمنى وسبابتها مبتورين ، نتيجة إصابته بشظية في إحدى الغارات الجوية عام 2011 على حد قوله . كان يرتدي عباءة سوداء خليجية الطراز تزينها أهداب ذهبية ، كأنه رئيس دولة ، و وشاحا ملفوفًا بشكل مهندم حول رأسه” .
و نقل التقرير عن نجل الزعيم الليبي الراحل ، قوله إن “إدارة الرئيس باراك أوباما ، و ليس معمر القذافي ، هي من يتحمل مسئولية الدمار الذي حلّ بليبيا” ، مضيفا “إن وسائل الإعلام العربية شيطنت نظام القذافي إلى درجة جعلت من المستحيل إقامة حوار بين الليبيين” .
و عن الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” و الأحداث التي مرت منها ليبيا قال “إنه كان في البداية في صفنا ضد التدخل الغربي ، ثم بدأ يقنعني بمغادرة البلاد . أضاف أن أردوغان وصف الانتفاضات بأنها مؤامرة خارجية تُحاك منذ زمن بعيد” .
و عما حدث في ليبيا وصف “القذافي” المحتجين حينها أنهم ” كانوا أشرارا و إرهابيين و شياطين” ، و عن “الربيع العربي” قال “العرب الحمقى دمّروا بلدانهم” .
التعليقات مغلقة.