شبكة احتيال تنفذ أكبر عملية سرقة لملايين الدراهم تستهدف شركات الدار البيضاء
جريدة أصوات
شهدت الأوساط الاقتصادية بالمغرب خلال الأشهر الأخيرة واحدة من أبرز وأضخم قضايا الاحتيال التجاري، حيث تعرضت عدة شركات من السوق ودرب غلف إلى عملية نصب ممنهجة من قبل شبكة محترفة لجرائم الاحتيال، ما أدى إلى خسائر مالية فادحة تفوق الملايين من الدراهم.
وكشفت مصادر مطلعة عن أن شبكة الاحتيال اتخذت من مدينة مكناس مركزًا لتنفيذ عملياتها، حيث تمكنت من استغلال الثقة بين التجار والمستثمرين من أجل الاستيلاء على أموال ضخمة من خلال خدع منظمة ومعقدة.
سيناريو محكم وخديعة مؤسساتية واحدة من أبرز تفاصيل القضية تتعلق بتدبير شرح لعملية احتيال عبر خداع الضحايا، حيث زعمت الشبكة أنها مؤسسة عقارية كبرى تسعى لشراء كميات هامة من السلع، بهدف مشاريع استثمارية في السوق، وذلك بهدف ترسيخ مصداقيتها وزيادة احتمالات استجابتها.
وفي سياق هذه الحيلة، استعان أفراد الشبكة بعدد من الفتيات اللاتي تكلفن بالتواصل مع التجار وإقناعهم بجدية الشركة المصطنعة، قبل أن يتم إقناع الضحايا بإحضار سلعهم إلى مستودعات مملوكة لهم، ثم بيعها لاحقًا إلى أطراف ثالثة بأثمان منخفضة دون أداء المستحقات، ما يؤدي لضرر كبير في ميدان المعاملات التجارية.
تنوع في القطاعات المستهدفة لم تقتصر عمليات النصب على قطاع واحد، بل امتدت إلى تجارات متنوعة، تشمل تجارة المكيفات الهوائية، الأحذية، الملابس المهنية، إطارات السيارات، المواد الفلاحية، وحتى الحاويات المصممة كمكاتب متنقلة، وهو ما زاد من حجم الخسائر وأثر على عدد كبير من الشركات، التي بادرت إلى تقديم شكايات جماعية وفردية للنيابة العامة في مكناس.
وفي سياق التحقيقات، تم توقيف أحد المتهمين، وهو الممثل القانوني لشركة تم التلاعب فيها، بعد أن ظل في حالة فرار لعدة أسابيع، عقب صدور أكثر من خمسين مذكرة بحث وتوقيف، حيث وقع تحت قبضة العدالة إثر تنسيق محكم مع المتضررين.
خيوط الجريمة وواجهة العمليات وتبين خلال التحقيقات أن أحد أفراد الشبكة، المعروف بلقب “الحاج اسماعيل”، كان يشرف على العمليات، حيث تبين أنه مستعار. كما كشف المشتبه به أنه استلم شركة مفوضة إليه من قبل شخص يلقب بـ”الحاج”، وافتتح حسابات بنكية باسم الشركة وباسمه الشخصي، وسلم دفاتر شيكات موقعة على بياض ليتم من خلالها تنفيذ العمليات الاحتيالية.
درءًا للشبهات، أكد المعني أن تورطه لم يكن بنية النصب، وأنه كان يتلقى مبالغ زهيدة مقابل كل عملية، رغم اعترافه بأنه ت facil تسهيل بعض المعاملات غير القانونية، ويدرس القضاء حاليا جميع الأدلة المتوفرة لاتخاذ الإجراءات الملائمة.
مستجدات التحقيق وتداعيات القضية لا تزال التحقيقات جارية، مع استمرار استنطاق المتهم الرئيسي وشريك آخر، فيما صدرت مذكرات بحث في حق باقي أفراد الشبكة خاصة “الحاج”، الذي لا يزال فارًا. تثير هذه القضية الكثير من النقاش حول الثغرات القانونية التي تسمح لانتشار شركات وهمية، وتدعو إلى مراجعة التشريعات ذات الصلة لحماية الفاعلين الاقتصاديين وتعزيز ثقتهم في المعاملات التجارية ببلادنا
التعليقات مغلقة.