شمال غزة: مأساة شاهدة على وحشية الاحتلال الإسرائيلي
أصوات
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي جرائم الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بشكل عام، وفي شمال القطاع بشكل خاص. حيث أعد خطةً لتهجير السكان الفلسطينيين من شمال القطاع بشكل كامل، تمهيداً للاستيلاء على تلك المنطقة واستكمال مشاريعهم الاستيطانية والعسكرية.
وبالموازاة مع ذلك، يرتكب الاحتلال مجازر بشعة بحق المدنيين في منازلهم، وأماكن اللجوء. حيث يتم تدمير المساكن على رؤوس ساكنيها، واستهدافهم بالقصف الجوي والمدفعي قصد إبادتهم بشكل جماعي. كما يقتحمون بالقوة والعنف مراكز الإيواء التي يتجمع فيها عشرات الآلاف من النازحين، ويقومون باختطاف المئات منهم.
هذا ويستعمل جيش الاحتلال ورقة ضغط أخرى، تتمثل في التجويع، ومنع الغذاء عن ساكنة الشمال، والعمل على إنهاء كل الخدمات الطبية، من خلال استهدافه للمستشفيات، وللكوادر فيها، وللمرضى والجرحى ، في مسعى لتدمير كل مقومات الحياة والبقاء في شمال قطاع غزة.
ولا يقتصر عدوانهم على ذلك، بل يتابعون استهداف الفلسطينيين بالقناصة والقصف المدفعي حتى خارج مراكز الإيواء. وقد نفذوا جرائم مرعية كتلك التي ارتكبوها في بيت لاهيا عندما قصفوا مبنى سكنياً كبيراً من خمسة طوابق ما أسفر عن استشهاد العديد من النساء والأطفال.
وفي سياق متصل، أكد مدير برنامج الأغذية العالمي في فلسطين في تصريح صحفي اليوم الأربعاء، أن”90% من السكان في شمالي قطاع غزة بلا طعام”. مضيفا، أن” كل العاملين في المجال الإنساني قلقون بشأن ما يحدث مع أونروا”. لافتا إلى أن “البرنامج يقدم مع “أونروا” أكثر من 85% من المساعدات في قطاع غزة”. داعيا إلى فتح المزيد من المعابر في قطاع غزة.
وتجدر الإشارة أن الموت كل يوم يزداد في شمال غزة، والحال لم يتغير منذ شهر سوى غارات العدو والاستهدافات المتزايدة. فكل يوم يحاول المواطنون البحث عن غذاء لإطعام الأطفال وسد جوعهم وفي النهاية نفشل بالحصول على أبسط المواد. خاصة بعد أن أصبح توفير الحطب قصد الطبخ معضلة كبيرة. ووصل الحال أنه لا يوجد أكفان للشهداء، أو حتى أماكن مخصصة لدفنهم، ويتم دفنهم في أفنية المنازل وساحات المشافي والطرقات. فهل بعد هذا الإجرام، إجرام؟!
وصرح جهاز الدفاع المدني الفلسطيني، أنه تلقى مناشدات عديدة حول وجود مواطنين أحياء تحت منازل ومبان سكنية دمرها الاحتلال الإسرائيلي خلال الأيام الماضية في بلدة بيت لاهيا بمحافظة شمال قطاع غزة، محذرا من استمرار حالة “الصمت الدولي تجاه العدوان والغطرسة الإسرائيلية التي ستفضي إلى إعدام المواطنين الأحياء تحت أنقاض منازلهم المدمرة”، معتبرا ذلك “انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني”.
التعليقات مغلقة.