أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

شهداء طنجة.. أجرهم عند الله

بقلم: حنان الطيبي

عندما يصل الذل أرقى مستوياته يتساوى الوطن والغربة، وعندما تكون غريبا في وطنك فستشتاق لخبز أمك وقهوة أمك كل يوم، وعندما تعمل بدون اجراءات قانونية وتشتغل وتكدح في قبو طوال اليوم؛ إعلم علم اليقين أن المر الذي رماك إلى ما هو أمر منه أصبح لسانك يستسيغه بطعم العسل

أجير يكدح طوال اليوم ولسنوات في ” معمل سري” هل يا ترى كلمة سري ستبقى كذلك؟!؛ الاهل والاقارب والجيران والأصدقاء وحتى العصفورة التي تسكن الشجرة المجاورة ل” المعمل السري” .. الكل يعلم علم اليقين أنه لا سرية في الأمر سوى الإسم.

كيف للسلطات المحلية والمختصة ألا تعلم بوجود معمل سري الا بعد ما وقعت الكارثة العلنية؟!، ألم تكن آلات النسيج تصدر صوتا أو تكتكة حركة؟!،.. أين عون السلطة من زرقاء  اليمامة في تتبع أحوال المواطن بدءا بشهادة ميلاده إلى شهادة وفاته ناهيك عن التقاط خبيرات البناء العشوائي والزيجات والتنقلات وحتى العطسات الزكامية..

ثم يقول شهود عيان انه وقع تماس كهربائي قبل حادث الغرق بدقائق معدودة، فكيف لمعمل سري ان يحصل على فولط عالي بدون رخصة وبدون علم الجهات المختصة والمسؤولة؟؟.

ماذا لو كان المعمل السري يصنع عوض النسيج قنابل وبدل الخيوط الحريرية موصلات ومتفجرات وأسلحة؟! ، هل كان سيبقى معملا سريا كما عرف الآن؟!!

ثم كيف حدث وانهمرت المياه إلى “شهداء الخبز” وكيف يشتغل اربعون عاملا كما لو كانوا داخل خم للدجاج؟، أين ظروف العمل المناسبة وأين هو العيش الكريم؟

قبل أسابيع قليلة غرقت مدينة الدار البيضاء بسبب الامطار وظهرت الحقيقة المشينة للبنية التحتية الى حد أطلق عليها الفيسبوكيون الدار الغرقاء وليس الدار البيضاء. واليوم طنجة التي تعتبر اكثر مدينة تنتعش اقتصاديا وسياحيا في المغرب يقع بها أكثر حادث مأساوي على الإطلاق.. والسبب أسبابا وليس واحدا؛ من تماس كهربائي الى انسداد المخارج والمنافذ إلى سقوط الأمطار بغزارة إلى تسرب المياه إلى الغرق ثم إلى معمل سري!!!

خلاصة القول أن الخبز كان قبل هذا حافيا واليوم أصبح الخبز في بلدي قاتلا!!

.

التعليقات مغلقة.