أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

صحتك في رمضان: مرضى الكلي ورمضان والصيام

إعداد: المرحوم مبارك أجروض

صيام أصحاب أمراض الكلى خلال شهر رمضان أمر يجب التعامل معه بمنتهى الحيطة والحذر؛ إذ يجب على هؤلاء المرضى أخذ الاحتياطات اللازمة حال صومهم، وذلك لتجنب المضاعفات الصحية السلبية التي لا تحمد عقباها. وبناء عليه اخترنا نصائح ها لمرضى الكلى للحفاظ على صحتهم خلال شهر رمضان.

 

أصوم أم لا أصوم

بشكل عام تختلف إمكانية الصيام لمرضى الكلى من مريض إلى آخر وفق حالته الصحية وطبيعة مرضه، لذا يجب على المصابين بأمراض الكلى استشارة الطبيب المعالج للوقوف على شدة المرض ومرحلة تطوره بجانب تقييم المخاطر الصحية المحتملة، وذلك لتقرير إمكانية الصيام خلال رمضان من عدمها.

 

ـ بالنسبة للمصابين بمرض الكلى المزمن

يتم تقسيم التطور المرضي لأولئك المرضى الذين يعانون من تدهور تدريجي بوظائف الكلى على المدى الطويل إلى خمس مراحل، وينصح المرضى في المرحلة الثالثة وما فوقها من مرض الكلى المزمن بعدم الصيام، وذلك بسبب عدم قدرة الكلى على الإيفاء بوظائفها في الحفاظ على سوائل الجسم في مستوياتها الطبيعية، الأمر الذي يؤدي إلى مزيد من تدهور الكلى وتفاقم حالتها حال الصيام. بالإضافة إلى هذا فإن الامتناع عن الطعام والشراب لساعات طويلة يؤدي إلى الجفاف.

ـ أما بالنسبة للمرضى المصابين بفشل كلوي حاد

فلا يمكنهم الصيام إلى أن يتم استعادة صحتهم وشفائهم.

ـ أما عن المرضى الذين يقومون بالغسل الكلوي:

فلا يمكنهم الصيام خلال الأيام التي يقومون فيها بإجراء تلك العملية، ويرجع ذلك إلى أنه خلال عملية الغسل الكلوي يتلقى المرضى سوائل عبر الوريد مما يبطل الصيام، بينما يمكن لأولئك المرضى الصيام في أيام الأسبوع الأخرى التي لا يقومون فيها بالغسل الكلوي حال موافقة الطبيب على ذلك الأمر.

 

ـ المرضى الذين تعرضوا لجراحات نقل وزراعة الكلى:

ينصح بعدم قيامهم بفريضة الصيام خلال الشهر الفضيل؛ إذ يجب عليهم الالتزام بأخذ أدويتهم الموصوفة بجرعاتها المحددة الدقيقة في مواعيدها المضبوطة. كما أن العديد من أولئك المرضى قد يكونون مصابين بداء السكري، وفي تلك الحالة فإن الصوم قد يكون ذا عواقب وخيمة للغاية على صحتهم.

نصائح غذائية

 

يجب على مرضى الكلى استشارة متخصص في التغذية للحفاظ على نظام غذائي صحي ومتوازن أثناء الصيام، وذلك لضمان حمايتهم من أية مضاعفات صحية محتملة، وبشكل عام ينصح بتجنب الأطعمة التي تحتوي على أملاح، وبتقليل تناول الحلويات والأطعمة الغنية بالدهون، بجانب متابعة الكميات التي يشربونها من الماء والسوائل المختلفة، كما يجب على مرضى الكلى الحرص على تناول وجبة السحور لتفادي التعب والإرهاق، إذ إنهم يحتاجون إلى عدد أكبر من السعرات الحرارية مقارنة بالأصحاء.

ينصح مرضى الكلى بعدم الحصول على كميات كبيرة من الصوديوم والبوتاسيوم والفوسفور خاصة خلال رمضان، لذا يوصى بتجنب ملح الطعام الذي يحتوي على الصوديوم، بجانب الأطعمة التي تحتوي على البوتاسيوم مثل الطماطم والبطاطس والبامية والخضروات المورقة الخضراء والموز والمانجو والبلح والمشمش والخوخ والكنتالوب، بالإضافة إلى تلك الأطعمة التي تحتوي على الفوسفور كالبقول والمكسرات ومنتجات الألبان والمشروبات الغازية.

وبالنسبة للمرضى الذين يستعملون أدوية خافضة لنسبة الفوسفور في الجسم، يجب عليهم تناول تلك الأدوية خلال الوجبات وليس قبلها أو بعدها.

وبالنسبة لمرضى الكلى في مرحلة ما قبل الغسل الكلوي، يجب اتباع نظام غذائي يقلل من الأطعمة الغنية بالبروتين؛ وذلك لتجنب إضافة عبء زائد على الكليتين، الأمر الذي قد يؤدي إلى فشل كلوي وزيادة نسبة اليوريا بالجسم.

وعلى النقيض نجد أن مرضى الكلى الذين يقومون بالغسل الكلوي يحتاجون إلى تناول كمية كبيرة من البروتين وخاصة البروتين الحيواني. وذلك لتعويض البروتين المفقود خلال عملية الغسل الكلوي.

التعليقات مغلقة.