صرخة العدالة الصامتة: هل طوت صفحات النسيان مأساة شاحنة لعيايدة بسلا ؟
بقلم الأستاذ : م.ع
في زحمة الأخبار اليومية وتسارع الأحداث، تتلاشى أحياناً قضايا مأساوية كانت قد هزت الرأي العام في وقت ما. ومن بين هذه القضايا، تبرز حادثة شاحنة جماعة لعيايدة بسلا التي أودت بحياة أربعة شبان وخلفت 14 مصاباً، في مشهد مأساوي لا يزال عالقاً في أذهان الكثيرين.
لقد مرت أشهر على تلك الفاجعة التي كشفت عن خلل في منظومة تدبير الشأن المحلي، حيث تم استغلال مركبة عمومية لأغراض شخصية دون ترخيص قانوني. وقتها، علت الأصوات مطالبة بتحقيق شامل وشفاف، وبمحاسبة كل من تورط في هذا الحادث الأليم.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم: هل ما زالت هذه القضية حية في ضمير المجتمع والمسؤولين؟ أم أنها انضمت إلى قائمة طويلة من القضايا التي طواها النسيان مع مرور الوقت؟
إن الصمت الذي يلف هذه القضية اليوم يثير القلق. فبينما تتوالى الأحداث وتتصدر عناوين جديدة نشرات الأخبار، يبدو أن مأساة شاحنة لعيايدة بسلا قد تراجعت إلى الخلفية. وهذا يطرح تساؤلات جدية حول مدى جدية الجهات المعنية في متابعة التحقيقات وتقديم المسؤولين للعدالة.
لا شك أن لأهالي الضحايا والمصابين الحق في معرفة مصير التحقيقات، وفي رؤية العدالة تأخذ مجراها. كما أن للمجتمع ككل الحق في الاطمئنان إلى أن مثل هذه الحوادث لن تتكرر، وأن هناك إجراءات صارمة لمنع استغلال الممتلكات العامة لأغراض شخصية.
إن إحياء هذه القضية ليس مجرد تذكير بمأساة مؤلمة، بل هو دعوة لاستكمال مسار العدالة وترسيخ مبادئ المحاسبة والشفافية. فهل ستبقى صرخة ضحايا شاحنة لعيايدة بسلا صامتة، أم أنها ستجد من يسمعها ويحقق مطالبها المشروعة في العدالة والإنصاف؟
الكرة الآن في ملعب السلطات المعنية والمجتمع المدني على حد سواء. فإما أن نسمح لهذه القضية بالاندثار في زوايا النسيان، أو أن نجعل منها نقطة تحول حقيقية.
التعليقات مغلقة.